Page 259 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 259
925 ،00نحلإكاا !ب!د التا اي!
هنالـيشتري شيخٌ أزهري اسمه (علي الجرجاوي ) الصحيفة ليقرأ بها خبرًاانتفضت له
جوارحه ،فلقد قرأ الشيخ أن رئيمس وزراء اليابان الكونت (كاتسورا) أرسل خطابات
رسمية إلى دول العالم ليرسلوا إليهم العلماء والفلاسفة والمشرعين وكل أصحاب
الديانات لكي يجتمعوا في مدينة "طوكيودا في مؤتمر عالمي ضخم يتحدث فيه أهل كل
دين عن قواعد دينهم وفلسفته ،ومن ثم يختار اليابانيون بعد ذلك ما يناسبهم من هذه
الأديان ليكون دينًا رسميًا للإمبراطورية اليابانية بأسرها ،وسبب ذلك أن اليابانيين بعد
انتصارهم الصدو على الروس في معركة "تسوشيما" عام 91!5م ،رأوا أن معتقداخهم
الأصلية لا تتفق مع تطورهم الحضاري وعقلهم الباهر ورقيهم المادي والأدبي الذي
وصلوا إليه ،فأرادوا أن يختاروا دينًا جديدًا للإمبراطورية الصاعدة يكون ملائمًا لهذه
المرحلة المتطورة من تاريخهم .عندها أسرع هذا الصعيدي البطل إلى شيوخ الأزهر
يستحثهم بالتحرلـالسريع لانتهاز هذه الفرصة الذهبية لنقل دين محمد إلى أقصى بقاع
الأرض ،في مهمة لو قدّر لها النجاح لتغير وجه الكون ،فلم يستمع الشيخ الجرجاوي إلا
لعبارات "إن شاء اللّه"" ،ربنا يسهل " ! فكتب الشيخ علي الجرجاوي في صحيفته الخاصة
"الإرشاد" نداءً عامًا لعلماء الأزهر لكي يسرعوا بالتحرلـقبل أن يفوخهم موعد المؤتمر،
ولكن لا حياة لمن تنادي ! فهل فوَّض الشيخ علي أمره له وقال اللهم إني قد بلّغت؟ هل
استسلم هذا الشيخ لأولئك المثبطين وواسى نفسه بأنه قد عمل ما عليه ؟ لقد قام هذا
الصعيدي البطل فحمل همّ أمة كاملة على كتفيه ،وانطلق إلى قريته الصغيرة ليبيع خمس!
أفدنة من الأرض كانت جل ثروته ،لينفق على حسابه الخاص تكاليف تلك المغاعرة
العجيبة التي انتقل فيها على متن باخرة من الإسكندرية إلى إيطاليا ومنها إلى عدن،ءومنها
إلى بومباي في الهند ،ومنها إلى كولمبو في جزيرة سيلان (سيريلانكا الآن !) ،ومن هنالـ
استقل باخرة لشركة إنجليزية متجهة لسانغفورة ،ثم الى هونج كونج ،فسايغون في
الصين ،ليصل أخيرًا إلى ميناء "يوكوهاما" الياباني بعد مغامرةٍ بحرية لاقى فيها هذا
الصعيدي البطل ما لاقاه من الأهوال والمصاعب .وهنالـفي اليابان كان العجب!
وانظروا الآن إلى عظمة هذه الأمة -أمة محمد ع!يو -فلقد تفاجأ هذا الشيخ الصعيدي
على الميناء بوجود شيخٍ هنديٍ من مشايخ مدينة "كلكتا" ،وشيخٍ بربريٍ من مشايخ