Page 262 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 262
،00 ،هل ظظ!ا 4اهة الاللللاكا 262
الخالدة خاضها أبناء الكنانة تحت قيادة عظيم إسلامي سطر اسمه في سجل الخلود
الإسلامي بكل جدارة واستحقاق ،إننا تنكلم عن الملك المظفر سيف الدين قطز.
وقبل الحديث عن هذا البطل العظيم !ما قدمه للإسلام ،ينبغي علينا أولًا أن نتكلم
قليلًا عن قصة التتار ،وذلك لما في هذه القصة من تشابه عجيب بين أحداثها وبين
الأحداث التي نعيشها الاَن ،فحال المسلمين وقت التتار يشبه إلى حدٍ بعيد حال
المسلمين الاَن ،والخونة الذين فتحوا أبواب بغداد للتتار سنة 1258م هم نفسهم الخونة
الشيعة الذين فتحوا أبواب بغداد للغزاة سنة 3002م ،والتحالف الدولي على المسلمين
من التتار والصليبيين يشبه ما نراه الآن على الساحة الدولية ،كما أن معرفة مقدار القوة
التي وصل إليها التتار قبل عين جالوت يوضح لنا مدى عظمة هذا القائد الرباني العظيم
الذي أنقذ هو وجنوده العنصر البشري بشكل عام من وحشية التتار.
وقصة التتار تبدأ سنة 306هـمن على قمم "جبال خنتي " في أرض "منغوليا" الواقعة
شرق اَسيا ،هناك ظهر رجلٌ مغولي اسمه (تيموجين) ،وهو نفس الرجل الذي أطلق
التتار عليه فيما بعد اسم (جنكيزخان) وهي كلمة تعني ( :قاهر العالم ) باللغة المنغؤلية.
وكان هذا الرجل سفاحًا مجرمًامأ لا هم له في الحياة إلا القتل والتخريب ،فالعجيب في
قصة التتار أن الجيس التتري لم ي!ش يأخذ الغنائم أبدًا ،بل كان هدف التتار من حروبهم
تلك هو القتل لمجرد القتل ! فكان التتار يقتلون كل كائنٍ حيٍ يجدونه أمامهم ،لا
و ،مدني ،ولا بين صغير وشيخ وشاب وامرأة ،ولا بين رضيع يفرقون في ذلك بين رجل
أ
محارب ،وكأنهم حيوانات متوحشة تعشق رائحة الدماء وحسب ! ولقد وصفهم المورخ
الإسلامي (الموفق عبد اللطيف ) فْي "خبر التتار" بقوله " :وكأن قصدهم إفناء النوع ،
في الأمر أن (مايكل هارت ) ضاحب وإبادة العالم ،لا قصد الملك والمال إ" .والمضحك
كتا! "العظماء المائة " صنف المجرم (جنكيز خان) ضمن عظمائه المائة!
وما هي إلا سنيّات قليلة حتى استطاع التتار بوحشيتهم أن يبنوا إمبراطورية كبيرة
ممتدة من "كوريا" شرقًا إلى "بولندا" غرئا ومن "سيبيريا" شفالا إلى داكمبوديا" جنوبًا،
قبل أن تتحرك غريزة الخيانة المغروسة في كيان الشيعة لكي يراسلوا (هولاكو خان) قائد
المغول والمعروف اختصارًا ب (هولاكو) ليطلبوا منه القدوم "لتحريرهم من نير