Page 267 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 267
، 00لمحلإو ا !ب!د ا لتا ا أفي 267
(الىممملطاق االعلهـثايرء))
هيبة اللّه عز وجل "يا بني . . . . .اني استحضرت
فرأيت السلطان أمامي كالقط ! "
إالعز بن عبد السلام ،
الإسلام دين يبعث بالعزة والسودد في قلب كل إنسانٍ يتمسك به ،فلا يعود الإنسان
بعدها يأبه بأي شخصٍ أمامه حتى ولو كان ملكًا من الملوك ! ولقد رأينا كيف وصف
الجنرال الإيطالي (غراتسياني ) المجاهدَ الليبي (عمرَ المختار) بأن له هالة من نور تحيط
به ،والحقيقة أن ذلك الجنرال الإيطالي كان ضادقًا في وصفه لتلك الهالة النورانية ،ولكن
المسكين لم يستطع إدراك كنهها ! إنها هالة العزة التي تحيط بالمسلم الذي يتمسك
بالكتاب والسنة ،فتجعل منه إمبراطورًا أمام ملوك الأرض جميعًا .وعظيمنا الحالي يعتبر
خيرَ مثالٍ لتلك العزة الإسلامية ،فكان اسمًا على مسمى ،فنحن نتحدث عن سلطان
العلماء ،وبائع الأمراء ،إنه المجاهد الهمام ،الفصيح الكلام ،رمز العزة ورمز السلام :
الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام .
وسبق وأن ذكرنا أن لعظماء أمة الإسلام خصائصًا ثلاث لا يقاسمهم فيها أحا من
البشر ،ألا وهي ( :تنوع العنص ،.ووحدانية العقيدة ،وسمو الهدف ) ،والعز بن عبد السلام
يجمع في ش!خصه تلك الخصائص الثلاث ،فهو مغربي الأصل ،شامي المولد ،مصري
الممات ،فعائلة الشيخ هاجرت من المغرب إلى أرض الشام ،ليولد الشيخ في بيتٍ من
بيوت دمشق حاضرة الأمويين ،حيث نشأ نشأة عادية للغاية بين أقرانه ،والمفارقة العجيبة
أن هذا الشيخ العظيم لم يطلب العلبم إلا متأخرًا ! ولعل سيرته تمثل خير مثالٍ لأولئك
الشباب الذين يتحججون بأن قطار العلم قد فاتهم ،فبالرغم من بدايته المتأخرة جدًا ،ظل
الشيخ يثني الركب في مجالس العلماء حتى بلغ من العلم مبلغًا عظيمًا ،فأصبح إمام الجامع