Page 269 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 269
926 ،00نحي!و ا !ب!د التا أي!
بإبطال تلك الحانة .وعندما عاد الشيخ إلى تلاميذه سأله أحد التلاميذ :يا سيدي كيف
استطدت أن تقف أمام السلطان العظيم وتصرخ به أمام أمرائه وتناديه باسمه مجردا؟
فقال الشيخ :يا بني . . .رأيته في تلك العظمة فأردتُ أن أهينه لئلا تكبر نفسُه فتؤذيه ! فقال
التلميذ :يا سيدي ،أما خفتَه ؟ فابتسم الشيخ ابن عبد السلام في وجه تلميذه وقال " :واللّه يا
هيبة اللّه تعالى ،ضار السلطان أمامي كالقط !". بني إني كلما استحضرتُ
وعندما تولى السلطان قطز مقاليد الحكم في مصر ،أراد أن يجمع المال من الشعب
لتجهيز الجيس ،فطلب الفتوى من الشيخ العز بن عبد السلام ،فرفض الشيخ أن يحابي
السلطان في دين اللّه ،وقال له إنه يجب عليه أولًا أن يجمع الذهب والمجوهرات
الموجودة عند أمراء المماليك لكي لا يبقى معهم إلا أسلحتهم وخيولهم التي
سيحاربون بها ،وعندها يصبح الأمراء في نفس مستوى عامة الشعب ،وقتها فقط يمكن له
أن يأخذ تلك الفتوى ! وفعلأ نفذ السلطان المظفر سيف الدين قطز ما قاله شيخه ،وتم
تجهيز كل الجيس بالأموال التي حصل عليها من بيع مجوهرات الأمراء ،بل إن المال
زاد عن الحاجة ،عندها وقف الشيخ البطل العز بن عبد السلام في جوامع مصر
المحروسة يحرض الناس على الجهاد ويذكرهم بقصص الصحابة والسلف الصالح،
فاستطاع الشيخ ابن عبد السلام زرع روح النصر من جديد في نفوس المصريين ،وخرح
الشيخ بنفسه إلى ساحة الجهاد لينال شرف دحر التتار عن أمة الإسلام ،لينتصر
المسلمون في معركة "عين جالوت " الخالدة بفضل رجالي من أمثاله ،ليظل الشيخ يجاهد
في سبيل اللّه ويدعو له حتى بلغ الثالثة والثمانين من عمره ،ليتوفى رحمه اللّه سنة 665هـ،
الناس ن ليصلي عليه جميع أهل مصر وهم يبكون على خسارة أعظم علمائهم ،وظن
أ
زمن العلماء انتهى بموت هذا العالم العظيم ،ليحدث شيءٌ عجيب ! إ !
فبعد سنة واحدة فقط من وفاة الشيخ العز بن عبد السلام في مصر ،وُلد في الشام طفلٌ
اسمه أحمد ابن عبد الحليم ،هذا الطفل حمل اسم جدته من أبيه ،ليجعلها أشهر جدة في
ناريخ الأرض ! فهذا الطفل سيكون فيما بعد شيخا لا على مصر أو على الشام فقط ...بل
سيكون شيخ الإسلام بأسره ! فمن هو ذلك الشيخ الشامي الذي لا يسمع باسمه ضاحب
ندعة في أي عصر من العصور إلا وتصيبه حالة من الرعب؟
" 2-؟ع يتيع