Page 264 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 264

‫‪ ،00‬هل لمحظدا ‪ 4‬ا هآ الإدلللاكا‬  ‫‪264‬‬

‫الإسلامية " في اَسيا الوسطى ‪ ،‬والتي كانت أول ضحايا التتار‪ ،‬فقد قام التتار بقتل جميع‬

‫في القصة أن‬  ‫أهل قطز وإبقائه حيًا لكي يبيعوه بعد ذلك في سوق النخاسة ‪ ،‬والمضحك‬

  ‫التتار أنفسهم هم الذين نقلوه من مجاهل اَسيا الوسطى إلى أرض الشام بالتحديد والتي‬
‫سوف ستشهد تدمير إمبراطوريتهم على يدي نفس ذلك الطفل الذي نقلوه هم بأيديهم‬

‫إلى هذه الأرض ! ! ! فقد قام الملك الأيوبي المجاهد (نجم الدين أيوب ) رحمه اللّه‬

‫بشراء قطز وغيره من العبيد ليربيهم تربية دينية وعسكرية ضارمة ‪ ،‬ليكون كتيبة ربانية‬
  ‫مجاهدة من أعظم الكتائب التي عرفتها أمة محمد‪ ،‬هذه الكتيبة الخاصة عُرفت فيما بعد‬

                                                                                                                                                                 ‫باسم " المماليك " ‪.‬‬

‫والحقيقة أن سر اختياري لقطز ليكون ضمن قائمة المائة لا ينبع لمجرد انتصاره في‬
 ‫معركة "عين جالوت " الخالدة التي أنهت الزحف المغولي إلى الأبد‪ ،‬بل إن السر‬
‫الحقيقي لعظمة هذا العملاق الإسلامي يتمثل في إمكانية هذا الرجل بمفرده من تغيير‬

   ‫حال أمة بأسرها من قمة الهزيمة إلى قمة النصر‪ ،‬كل هذا في أحد عشر شهرًا وثلاثة عشر‬
 ‫يومًا هي كل مدة حكم سيف الدين قطز ! وهذا الذي !نحاول دراسته في هذا الكتاب‬

    ‫"كيفية بناء الأمة بعد انكسارها"‪ ،‬فقطز كان رجلًا واحدًا‪ ،‬ولكنه كان رجلأ بأمة ‪ ،‬وعين‬

    ‫جالوت ما هي إلا نتيجة ‪ ،‬ولكن الأهم منها هو العمل الذي أدى لعين جالوت ! ولنستمع‬
   ‫الاَن إلى رسالة الإنذار التي بعثها هولاكو لقطز قبل عين جالوت والتي حملها له أربعون‬

                                                                                               ‫سَفيرا من وحوش التتار‪:‬‬
   ‫"من ملك الملوك شرفا وغربًا القائد الأعظم ‪ :‬باسمك اللهم ‪ ،‬باسط الأرض ‪ ،‬ورافع‬
 ‫السماء‪ ،‬يعلم الملك المظفر قطز الدْي هو من جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا‬
    ‫إلى هذا الإقليم ‪ ،‬يتنعمون بأنعامه ‪ ،‬ويقتلون من كالىْ بسلطانه بعد ذلك ‪ ،‬يعلم الملك‬
‫المظفر قطز وسائر أمراء دولته وأهل مملكته بالديار المصرية وما حولها من الأعمال ‪ ،‬إنا‬
    ‫نحن جند اللّه في أرضه ‪ ،‬خلقنا من سخطه ‪ ،‬وسلطنا على مَن حَلَّ به غضبه ‪ ،‬فلكم بجميع‬

    ‫البلاد معتبر‪ ،‬وعن عزمنا مزدجر‪ ،‬فاتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم ‪ .‬قبل أن ينكشف‬
‫الغطاءأ فتندموا ويعود عليكم الخطأ‪ ،‬فنحن ما نرحم من بكى‪ ،‬ولا نرقّ لمن شكر‪ ،‬وقد‬
‫سمعتم أننا قد فتحنا البلاد‪ ،‬وطهرنا الأرض من الفساد‪ ،‬وقتلنا معظم العباد‪ ،‬فعليكم‬
   259   260   261   262   263   264   265   266   267   268   269