Page 255 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 255

‫‪ ،00‬نحلإو ا هلإد التا(ين! ‪255‬‬

‫في مركز الاَثار الفرنسي ليستدعى لها‬  ‫عن استقباله ‪ ،‬وليتم نقله بعدها إلى جناح خاص‬

  ‫أكبر عالمٍ في فرنسا‪ ،‬ألا وهو البروفيسور (موريس بوكاي )‪ ،‬وذلك لدراسة تلك المومياء‬
        ‫واكتشاف أسرارها ‪ ،‬وبينما كان المعالجون مهتمين بترميم المومياء ‪ ،‬كان اهتمام موريس‬

    ‫منصبًا على محاولة اكتشاف كيفنة موت هذا الفرعون ‪ ،‬فجثة رمسيس الثاني لم تكن‬
   ‫كباقي جثث الفراعين التي تم تحنيطها من قبل ‪ ،‬فوضعية الموت عنده غريبة جدا ‪ ،‬فلقد‬
    ‫فوجيء المكتشفون عندما قاموا بفك أربطة التحنيصا بيده اليسرى تقفز فجأة للأمام أ! ي‬
    ‫أن من قاموا بتحنيطه أجبروا يديه على الانضمام لصدره كباقي الفراعين الذين ماتوا من‬
     ‫قبل ! ! فأخذ البروفوسور بوكاي يحلل الجثة لعله يجد حلأ لذلك اللغز‪ ،‬وفي ساعة‬
‫متأخرة من الليل ظهرت النتائج النهائية للبروفيسور مورش! ‪ :‬لقد كانت همْاك بقايا‬
  ‫للملح معلقةً في جسد الفرعون ‪ ،‬وتبين أيضا مع صورة بأشعة إكس أن عظام فرعون قد‬

     ‫انكسرت من دون أن يتمزق الجلد المحيط بها ! فاستنتج البروفسور الفرنسي من ذلك‬

   ‫أن الفرعون قد مات غرفا‪ ،‬و أن سبب انكسار عظامه دون تمزق اللحم كان بسبب‬
   ‫الضغط الرهيب الذي سببته المياه في أعماق البحر الساحقة ‪ ،‬ولكن الغريب أن جثة‬

   ‫فرعون رغم سقوطها في قاع البحر العميق يبدو عليها أنها طفت بشكلٍ غريب على سمح‬
  ‫البحر بسرعة ليتم تحنيطها فورًا قبل تحلل الجثة ! واستطاع بوكاي أيضا تفسيو الوضعية‬
‫الغريبة ليد رمسيس اليسرى ‪ ،‬فلقد وضح بوكاي أن فرعون كان يمسك لجام فرسه أو‬
 ‫السيف بيده اليمنى ‪ ،‬ودرعه باليد اليسرى ‪ ،‬وأنه في وقت الغرق رأى شيئًا غريبا أدى‬

‫لتجنش أعصابه بسكل فظيع ساعة الموت ‪ ،‬ونتيجة لشدة المفا‪-‬اد وبلوغ حالاته العصبية‬

‫لذروتها ودفعه الماء بدرعه فقد تشنجت يده اليسرى وتيب!ست على هذا الوضع‪،‬‬

  ‫فاستحالت عودتها بعد ذلك لمكانها ! وهذه الحالة تنثنبه تمامًا حالة تيبس يد الضحية‬
 ‫وإمساكها بشيء من القاتل كملابسه مثلأ‪ ،‬ولكن سؤالا أخيرًا بقي يحير الروفسور‬

    ‫موريس بوكاي ‪ ،‬وهو‪ :‬كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استخرجت‬
‫من البحر الذي من المفروض أن يعمل أكثر على سرعة تحلل الجثة ؟ ! ! فأعد‬

                                     ‫البروفيسور الفرنسي موريس بوكاي تقريرا نهائيا لكي يعلن للعالم‪.‬‬
‫عن اكتسافه الجديد‪ ،‬أو لنقل ما كان يعتقد أنه اكتشاف جديد‪ ،‬فقرر أن يعقد موتمرًا‬
   250   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260