Page 252 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 252
،00هذ لمحظ!ا 8اهة الايلللا! 252
كانت هي ماشطة لبنات فرعون ،فمن اللّه عليهما بالايمان ،فلم يلبث أن علم فرعون
بإسلام زوجها ،فقتله على التو واللحظة ،فأخفت زوجته إسلامها ،واستمرت في العمل
في قصر فرعون تمشط بناته ،وتنفق على أولادها الخمسة .وفي يوم من الأيام وبينما هي
تمشط ابنة فرعون ،وإذ بالمشط يقع من يدها على الأرض ،فتناولته هذه المرأة المؤمنة
الماشطة من الأرض وهي تقول " :بسم اللّه " ،فقالت ابنة فرعون " :اللّه أبي !" فصاحت
بابنه فرعون " :كلا ! بل اللّه ربي ،وربك ،ورب أبيك " فذهبت تلك المجرمة ابنة المجرم
إلى أبيها لتحْبره بأمر ماشطتها ،فثارت قيامة فرعون بوجود من يعبد اللّه بقصره ،
وقال لها " :من ربك ؟" فقالت " :ربي وربك اللّه " فأمرها فرعون بالرجوع عن فأحضرها،
دينها ،وإلا حبسها وعذبها ،فأبت تلك البطلة أن ترتد عن الإسلام ،فأمر فرعون بقدر من
نحاس فملئت بالزيت ،ثم أحمي حتى غلا ،فأوقفها أمام القدر ،فلما رأت العذاب ،
أقبلت على القدر تريد الشهادة ،فعلم فرعون أن أحب الناس إليها هم أولادها الخمسة،
الذين كانت تربيهم بعد أن قتل أباهم ،فأراد ذلك المجرم أن يزيد في عذابها ،فأحضر
الاطفال الخمسة إلى غرفة التعذيب الفرعونية ،فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون ،فانكبت
عليهم تقبلهم وتضمهم إلى حضنها باكية ،فأخذت أصغرهم وضمته الى ضدرها
وأرضعته ،فأمر فرعون بأكبرهم ،فجره الجنود ودفعوه الى الزيت المغلي والغلام يصيح
بأمه وششغيث وشمترحم الجنود ويتوسل الى فرعون ويحاول الفكاك والهرب ،ولكن
الجنود كانوا يصفعونه ويدفعونه إلى الزيت المغلي دفغا ،كل هذا وأمه تنظر اليه وتودعه
بدموعها نعد أن عجز لسانها عن الحركة ،وما هي إلا لحظات ،حتى ألقي الصغير في
الزيت ،والأم تبكي وتنظر إلى طفلها وهو يحترق ،بينما فرعون يقهقه ،وإخوته يغطون
أعينهم بايديهم الصغيرة من هول المنظر ،حتى إذا ذاب لحمه على جسمه النحيل،
وطفت عظامه البيضاء فوق الزيت ،نظر إليها فرعون مرة أخرى وأمرها بالكفر لكي يعفو
فرعون ،فأمر بولدها الثاني ،فسُحب من عند عن البقية ،فأبت هذه الفدائية ،فزاد غضب
أمه وهو يبكي ويستغيث ،فما هي إلا لحظات حتى ألقي في الزيت ،والأم تنظر إليه
وتبكي ،حتى طفت عظامه البيضاء واختلطت بعظام أخيه ،فما زاد ذلك المنظر الأم إلا
ثبانا على الإسلام ،ثم أمر فرعون بالثالث ففعل به نفس الشيء ،ثم أمر السفاح فرعون أن