Page 253 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 253

‫‪253‬‬  ‫نحلإ ‪ 4‬ا !ب!د التا اين!‬                          ‫‪،00‬‬

     ‫يطرح الرابع في الزيت ‪ ،‬وما هي إلا ثوان حتى غاب الجسد وانقطع الصوت ‪ ،‬فجاهدت‬
  ‫الأم نفسها أن تتجلد وأن تتماسك ‪ ،‬فالتفتوا إليها وتدافعوا‪ ،‬وانتزعوا الخامس الرضيع من‬
‫بين يديها‪ ،‬فلما انتزع منها صرخ الصغير فانهارت الأم ودموع الرضيع تغطي يديها‪،‬‬
 ‫فكادت أن تتقاعس من أجل رضيعها المظلوم ‪ ،‬عندها حصل شيء لم يتكرر في تاريخ‬
   ‫الأرض إلا أربع مرات ! فلقد تكلم ذلك الرضيع ‪ ،‬وقال لها‪" :‬يا أماه اصبري فإنك على‬
   ‫حق " ثم انقطع صوته عنها بعد أن ألقوه في الزيت المغلي ‪ ،‬لتختلط عظامه بعظام إخوته‬
 ‫الأربعة ‪ ،‬فهاهي عظامهم يلوح بها القدر‪ ،‬ولحمهم يفور به الزيت ‪ ،‬لتنظر المسكينة الى‬
  ‫هذه العظام الصغيرة وهي تتذكر أطفالها الصغار يمرحون بين يديها‪ ،‬ثم اندفع أولئك‬
  ‫المجرمون نحوها وأقبلوا عليها كالكلاب الضارية ‪ ،‬وقبل أن يلقوها في الزيت المغلي‪،‬‬
 ‫التفتت إلى فرعون وقالت ‪" :‬لي إليك حاجة " فمحاح المجرم فرعون ‪" :‬ماحاجتك ؟"‬
‫فقالت ‪" :‬أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد" فقال فرعون وهو يقهقه‪:‬‬
   ‫"لك ذلك" فألقى الجند بها في الزيت المغلي ‪ ،‬لتستشهد في سبيل اللّه ‪ ،‬وتختلط عظامها‬

     ‫‪. . . . . . . . . . .. .‬‬  ‫الصغار‪.‬‬  ‫أطفالها‬       ‫بعظام‬

‫وبعد ذلك بما يزيد عن ‪ 0015‬سنة وبينما رسول اللّه مع جبريل في ليلة الإسراء‬

‫والمعراح ‪ ،‬وإذ به يشتم رائحة طيبة ‪ ،‬فيسأل جبريل عنها قائلأ‪" :‬مَا هَذ الرَّائِحَةُ الطَّمبةُ يَا‬

     ‫جِبْرِيلُ ؟" فيجيبه جبريل ‪" :‬هَذ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ بِنتِ فِرْعَوْنَ ‪ ،‬وَأَوْلادِهَا" !‬

 ‫ولكن وبعد هذا الإجرام الذي ارتكبه فرعون ‪ ،‬اكبر مجرم عرفته البشرية ‪ ،‬ما الذي‬
 ‫حدث له ؟ وما هي العقوبة الربانية الفريدة من نوعها التي التي لم ينزلها اللّه إلا عليه؟‬
‫وكيف اختفى هذا الفرعون ليظهر عام ‪ 1881‬م مجددًا؟ وكيف كان ظهوره سببا لبزوغ‬

                                                           ‫نجم عظيم جديد من عظماء أمة الإسلام المائة؟‬

                                        ‫يتبع ‪.‬ء‪... .‬‬
   248   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258