Page 382 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 382

‫‪ ،00‬هل لمحظما ‪ 8‬اهة الإللللاه‬                                           ‫‪382‬‬

‫امرأة ‪ ،‬ولا كبيرًا فانيًا‪ ،‬ولا منعزلا بصومعة ‪ ،‬ولا تقطعو! نخلأ ولا شجرة ‪ ،‬ولا تهدموا بناء " ‪.‬‬

‫قائلات لهم ‪" :‬ردَّكم اللّه إلينا صابرين"‬  ‫نساء المسلمين لتوديع أزواجهن‬  ‫فخرجت‬

‫فرد أحد المسلمين على زوجته قائلًا‪" :‬أما أنا فلا ردني اللّه "! لقد كان هذا قول أحد‬

                                          ‫الفرسان النلاثة ‪ ،‬عبد اللّه بن رواحة!‬

‫وعند مدينة إمعان " الأردنية وفي سهلٍ يقال له "مؤتة " غدر الروم بالمسلمين ‪ ،‬فقاد‬
‫الإمبراطور هرقل بنفسه جيشًا يقترب من ربع مليون مقاتل لقتال ثلاثة اَلاف مجاهد فقط‬

‫لم يأتوا أساسًا لقتال الروم ! فتشاور المسلمون في القتال أو الرجوع ‪ ،‬فأصر الشاعر البطل‬

‫النصارى ‪ ،‬فكان القائد‬  ‫عبد اللّه بن أبي رواحة على القتال ‪ ،‬وفعلًا قاتل المسلمون جحافل‬

‫زيد أول شهداء المعركة ‪ ،‬فتناول جعفر الراية قبل أن تسقط وأخذ يقاتل كالأسد‬

‫المفترس ‪ ،‬فقطعوا يده اليمنى ‪ ،‬فتناول الراية باليسرى ‪ ،‬فقطعوها له ‪ ،‬فحملها بعضديه‪،‬‬
            ‫فغرسوا رماحَهم في قلبه ليستشهد‪ ،‬ليتناولها ابن رواحة من صدر جعفر منشدًا‪:‬‬

‫يا نفس ان لم تُقتلي تموتي هذا حياض الموت قد صليتِ‪/‬‬

       ‫وما تمنيت قد لقيتِ ان تفعلي فعلهما هديتِ‬
                           ‫وإن تأخرت فقد شقبتِ!‬

   ‫فاستشهد الفرسان النلاثة ‪ ،‬واستشهد معهم تسعة آخرون ‪ ،‬ليكون مجموع الشهداء‬
    ‫في هذه الملحمة الأسطورية اثني عشر شهيدًا فقط ! من بينهم القادة "الفرسان النلاثة "‪،‬‬
     ‫بينما قتل المسلمون ‪ 3 035‬فارسٍ من الأعداء (حسب مصدر أجنبي إ)‪ ،‬لينتصر خالد‬

                                                                                                    ‫بن الوليد بتنفيذ الخطة الخالدية!‬

    ‫الجدير بالذكر أنه كان من ضمن أولئك المجاهدين شاب دون العشرين من عمره‬

‫اسمه عبد الثه ‪ ،‬هذا الشاب كون فيما بعد مع ثلاثة رجالٍ يحملون نفس الاسم "عبد اللّه"‬
        ‫رباعيًا لم تعرف البشرية مثله أبدًا‪ ،‬فقد كان لهذا الرباعي العظيم الدور الاكبر في حفظ‬
                                                                                                                ‫سنة رسول اللّه إلى الأبد!‬

                                          ‫‪. . .. .. ..‬‬                  ‫يتبع‬
   377   378   379   380   381   382   383   384   385   386   387