Page 380 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 380

‫‪ ،00‬هل لمحظ!ا ‪ 8‬اهة الاسلا!‬                                ‫‪038‬‬

‫أرشده اللّه من غافي وقد رشدا ! "‬  ‫"حتى يقولوا إذا مرّوا على جَدثي‬

            ‫"أخذ الراية زيدٌ فأصيب‪ ،‬ثم أخذها جعفرٌ فأصيب‪ ،‬ثم أخذها ابنُ رواحة فأصيب"‬

‫(رسول الله لمجم)‬

‫في عام ‪ 1844‬م ألّف كاتب فرنسي اسمه (أليكساندر دوما) رواية من محض خياله‬

 ‫أ سما ها رواية " الفرسان الثلاثة " "‪ 3‬ح ‪ 3‬فةأ!ول ‪ 34‬ولهول ‪!3 +1303‬صأ " ‪ ،‬هذه الرواية الخيالية‬

 ‫تسرد قصة ثلاثة حراسٍ ملكيين ‪( -‬اَثيوس) و(بوثوس) و(أراميس) ‪ -‬هؤلاء الثلاثة كانوا‬
‫مدمني خمور يعملون خدمًا للملك الفرنسي الويس الثالث عشر)‪ ،‬المهم أن الفرنسنين‬

‫نشروا هذه القصة الخيالية في أرجاء الدنيا فجعلوا من ثلاثة فرنسيين مدمنين للكحول‬

‫فرسانًا أسطورفي‪ ،‬تضرب بهم الأمثلة في البطولة والشرف ‪ ،‬على الرغم من كونهم ثلاث‬

‫خيالية لم تقدم شيئا فيه بطولة حتى في أحداث الرواية نفسها!‬  ‫شخصيات‬

‫قبل ذلك بنحو ‪ 0012‬عام ‪ ،‬خرج من صحراء العرب ثلاثة فرسانٍ حقيقيين ‪ ،‬اتجهوا‬
‫شمالًا نحو بلاد الشام على رأس سرية صغيرة مكونة من ‪ 3‬الاف مجاهد إسلامي‪،‬‬

‫لتقابلهم جحافل الإمبراطورية الرومانية العظمى بكامل جيشها الإمبراطوري الضخم‬

‫المكون من ‪ 002‬ألف مقاتل ! هدفهم إفناء تلك السرية ! لتنتصر هذه السرية الصغيرة‬

‫على قوات إمبراطورية بيزنطة انتصارًا لم تشهد الأرض مثله من قبل‪ ،‬ولكن ذلك‬

‫الانتصار الأسطوري جاء بعد أن ضحى الفرسان الثلاثة بأرواحهم في ميدان المعركة ‪ ،‬لا‬

‫في سبيل ملك من ملولـالأرض ‪ ،‬بل في سبيل ملك ملولـالأرض والسماء‪ ،‬هولاء‬

‫الفرسان الثلاثة هم على الترتيب ‪( :‬زيد بن حارثة ) ‪( -‬جعفر بن أبي طالب ) ‪( -‬عبد اللّه‬

                                                                                                                                           ‫ابن أبي رواحة ) !‬

  ‫لا ألوم الفرنسيين على اختلاقهم لأبطالٍ وهميين لينشروا قصصَهم في مشارق‬
 ‫الأرض ومغاربها‪ ،‬ولكنني ألوم المسلمين الذين ضيَّعوا قصص أبطالهم الحقيقيين ! ففي‬
‫الوقت الذي نرى فيه فرنسا تدرّس قصة الفرسان الثلاثة في مدارسها‪ ،‬وتصنع لأطفالها‬
   375   376   377   378   379   380   381   382   383   384   385