Page 375 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 375

‫‪375‬‬                                ‫‪ 00‬أ نحلإوا !ب!د التا(ين!‬

     ‫فلمصلحة من يحاول الشيعة نشر هذه الاكاذيب التي تدعم الموقف الصليبي ؟إ)‪.‬‬

‫وزهير بن أبي سلمى كان واحدًا من أصحاب "المعلقات السبع "‪ ،‬وهي أعظم ما‬
    ‫قالت العرب ‪ ،‬والناظر لمعلقة زهير يجد فيها من التوحيد ما يثبت إسلامه وحسن‬

‫أخلاقه ‪ ،‬فمعلقته هي أجمل المعلقات ‪ ،‬تناول فيها الحكمة الإنسانية النابعة من إيمانه‬

‫الحنيفي الإبراهيمي ‪ ،‬ولكنني سأترك معلقته لأذكر قصيدة له هي للأسف غير مشهورة ‪،‬‬
 ‫لأترك المجال للقارئ الكريم ليستشعر فيها عبق التوحيد الذي لا يخفى على عاقل يفقه‬

                                                                                                                       ‫شيئًا من لغة الضاد‪:‬‬

‫من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا‬    ‫ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى‬

‫إلى الحق تقوى الله ما كان باديا‬    ‫بدا لي أن الله حق فزادني‬

‫وأموالهم ولا أرى الدهر فانيا‬       ‫بدا لي أن الناس تفنى نفوسهم‬

‫أجد أثرا قبلي جديدا وعافيا‬         ‫وءاني متى أهبط من الأرض تلعة‬

‫وأني إذا أصبحت أصبحت غاديا‬         ‫أراني اذا ما بت بت على هوى‬

‫إلى حفرة أهدى إليها مقيمة يحث إليها سائق من ورائيا‬

‫خلعت بها عن منكبي ردائيا‬           ‫كأني وقد خلفت تسعين حجة‬

  ‫ولا سابقا شيئا إذا كان جائيا‬      ‫بدا لي أني لست مدرك ما مضى‬
‫تذكرني بعض الذي كنت ناسيا‬          ‫أراني إذا ما شئت لاقيت آية‬

‫وما إن تقي نفسي كرائم ماليا‬        ‫وما ان أرى نفسي تقيها كريهتي‬

   ‫ولا خالدًا إلا الجبال الرواسيا‬  ‫ألا لا أرى على الحوادث باقيا‬

   ‫وأيامنا معدودة واللياليا‬         ‫وإلا السماء والبلاد وربنا‬

‫وأهلك لقمان بن عادٍ وعاديًا‬        ‫ألم تر أن الله أهلك تبعًا‬

    ‫وفرعونَ أردى جندَه والنجاشيا‬     ‫وأهلك ذا القرنين من قبل ما ترى‬
   370   371   372   373   374   375   376   377   378   379   380