Page 377 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 377

‫‪ ،00‬لحلإ ‪! 14‬ب!دالتا(ي! ‪377‬‬

        ‫"وؤراء الإعلام في حكومة محمد بن عبد اللّه وو!و))‬

                                 ‫"هؤلاء النفر أشدّ على قريشٍ من نضحِ النبل"‬

 ‫(رسول اللّه !يم)‬
 ‫الإسلام هو دين الإعلام بامتياز! فقلما تجد دينًا في الدنيا يحظى بهذه التغطية‬

    ‫الإعلامية الكبيرة التي يحظى بها الإسلام ‪ ،‬بل إن الإسلام والإعلام مرتبطان ببعضهما‬
  ‫البعض منذ فجر الرسالة ‪ ،‬فالحرب الحقيقية التي خاضها رسول اللّه ك!ييه في بداية الدعوة‬

  ‫هي الحرب الإعلامية ‪ ،‬هذه الحرب هي أصعب ألف مرة من الحرب التقليدية ‪ ،‬فهي‬
‫حرب مفتوحة دائفا من الطرف المعادي للإسلام ‪ ،‬يستخدم فيها العدو أشرس أنواع‬

‫الأسلحة الإعلامية في بعض الأحيان ‪ ،‬وفي اكثر الأحيان يستخدم أقذرها! لذلك انتبه‬
 ‫رسول اللّه ع!و بحكمته المعهودة لهذه الحرب ‪ ،‬فأسس وحدة من المجاهدين الأبطال ‪،‬‬
 ‫مهمة هذه الوحدة كانت تفوق باقي المهمات العسكرية بالأهمية في كثير من الأحيان ‪،‬‬

   ‫هذه الوحدة هي وحدة الإعلام الإسلامي ‪ ،‬شكَّلها رسول اللّه ع!و من الشعراء بالتحديد‪،‬‬
 ‫وسبب اختيار الشعراء بالذات يكمن في أن الشعر كان هو وسيلة الإعلام الوحيدة بين‬
  ‫العرب ‪ ،‬وليس عندي من الشك أدناه ‪ ،‬بأنه لو كانت هناك صحفٌ في عهد رسول اللّه !ك!‪،‬‬

     ‫لجنّد لها بعض الصحافيين الإسلاميين ! فقوة الكلمة في الإسلام لا تقل عن قوة السيف‬
 ‫أبدا‪ ،‬بل إنها كما وصفها رسول اللّه !ر أشد على الكفار من نضح الإبل ! وما انتشر‬

   ‫الإسلام في الجزيرة العربية إلا بكلمات خرجت من فم محمد بن عبد اللّه‪ ،‬وما حكمنا‬
   ‫العالم من أقصاه إلى أقصاه الى بكلمات من أفواه الدعاة ‪ ،‬وما تخلفت هذه الأمة إلّا بعد‬
   ‫إهمال المسلمين للإعلام والإعلاميين ‪ ،‬فصارت أمنية الوالد المسلم أن يجعل من ولده‬
   ‫طبيبا أو مهندسا‪ ،‬أم الإعلامي فهي مهنة ابتعد عنها المسلمون ‪ ،‬مع العلم أن الإعلام‬
   ‫الإسلامي يعتبر فرضا من الفروض ! فالإعلام هو الكلمة المرادفة للدعوة ‪ ،‬ودعوة البشر‬
   372   373   374   375   376   377   378   379   380   381   382