Page 387 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 387
387 ،00طلإو ا !ب!د التا ايا ْ9
من موت ابن عمر ،إلا أنني أرى أن الشيعة أصابوا كبد الحقيقة في اعتقادهم هذا ،فإذا
كانت الوهابية هي تطبيق القراَن والسنة والبعد عن التقليد الأعمى فقد صدقوا
باستنتاجهم ! فعبد الله بن عمر لم يكن يُحَكم إلا القراَن والسنة بفهم سلف الأمة ،فلم
يكن ابن عباس يأخذ إلا بالقران وما صحَّ من أحاديث رسول اللّه بفهم إجماع الصحابة،
ضاربًا بعرض الحائط ما يتعارض مع ذلك حتى ولو كان صادرًا من أسماءٍ عملاقة ،وهو
المقولة الشهيرة " :ومن أبي؟!" .وقد رُوي رواية للترمذي أن عبد اللّه بن عمر صاحب
انوتَيهبر رأى رجلا يعطس ونقول :الحمد له والصلاة على رسول الله ! فنظر إليه ابن عمر
وقال له :وأنا أيضا أحمد اللّه وأصلى على رسوله لكن ما هكذا علمنا رسول ،لقد علمّنا
أن نقول الحمد لثه!
م اللّه ،وابن ذات النطاقين أسماء ،وابن اخت رسول اللّهعبد بن الزبير :ابن حواري
أ
المؤمنين عائشة ،وحفيد أبي بكر الصديق ،فرسول اللّه ع!يم كان زوح خالته عائشة ،وابن
خال أبيه ،وزوح عمة أبيه "خديجة " ،فمن هذا الأصل الطاهر وُلد النبت الطاهر عبد اللّه
بن الزبير ليكون أوّل مولودٍ في الهجرة ،ليتربى في مدرسة النبوة ،لينهل منها دروس الفداء
والتضحية ،فهذا البطل بن البطل يرافق أباه طفلًا في معركة اليرموك ،فقد كان أبوه الزبير
يردفه على فرسه وهو يقتحم صفوف الأعداء ليعلمه فنون البطولة الإنسانية في أبهى
صورها ،فشهد يوم اليرموك ،كما شهد فتح أفريقيا والمغرب وغزو القسطنطينية ،ويوم
الجمل مع خالته السيدة عائشة وكان يضرب المثل بشجاعته ،وكانت خالته الطاهرة
عائشة تعتبره ابنها الذي لم تنجبه ،فكانت تكنى به فيقال لها "أم عبد اللّه " !
علم التفسير ،وأعظم مفسر القراَن ،مؤسس عبد اللّه بن عباس :حَبر الأمة ،وترجمان
للقراَن في أمة محمد ،هو ابن العباس عم الرسول ع!ي! ،وابن عم علي ،وابن عم جعفر،
وابن أخ حمزة ،ولد ببني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين ،وكان النبي محمد ع!
دائم الدعاء له ،فقد دعا له رسول الله صك!ي! أن يملأ اللّه جوفه علمًا وأن يجعله صالحًا.
وكان النبي يدنيه منه وهو طفل صغير ويربّت على كتفه وهو يقول " :اللهم فقهه في الدين
وعلمه التأويل " .ولابن عباس قصة طريفة تعتبر مثالَا لكيفية التفوق العلمي لجميع بني
البشر ب!ون استثناء ،فقد توفي رسو! اللّه جميد وعمر ابن عباس لا يتجاوز ثلاث عشرة