Page 388 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 388

‫‪ ،00‬هل ظظما ‪ 8‬اهة الإللللاه‬                                 ‫‪388‬‬

‫رسول اللّه فإنهم اليوم كثير‬  ‫سنة ‪ ،‬فقال ابن عباس لصاحبٍ له ‪ :‬دعنا نتعلم من أصحاب‬

‫منه زميله وقال ‪ :‬واعجبًا لك يا ابن عباس !‬     ‫(أي قبل أن يموتوا واحدًا واحدًا)‪ ،‬فضحك‬

‫أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من أصحاب النبي لخ! من ترى ؟ ! فترك ذلك‬

‫الفتى العلم ‪ ،‬وأقبل ابن عباس على سؤال الصحابة والتعلم منهم ‪ ،‬فكان إذا سمع أن هناك‬

‫حديثًا عند رجلٍ منهم ‪ ،‬ينطلق كالبرق إلى بيته في عز الظهر‪ ،‬ليفرد رداءه على الرمل أمام‬

‫بيته ينتظر خروجه ‪ ،‬فتسفي الريح عليه التراب ‪ ،‬حتى يخرح الصحابي فيراه على تلك‬

‫إلي فاتيك (أي اَتيك‬  ‫اللّه ألا أرسلت‬    ‫الحال والتراب يغطيه ‪ ،‬فيقول له ‪ :‬يا ابن عم رسول‬

‫لبيتك لأعلمك )‪ ،‬فيقول له ابن عباس بأدب طالب العلم ‪ :‬أنا أحق أن اَتيك فأسألك!‬

‫ومرت الأيام والسنين ‪ ،‬حتى راَه صاحبه الذي رفض العلم وقد أحاط الناس به من كل‬

   ‫اتجاه يريدون التعلم منه ‪ ،‬فنظر إلى ابن عباس بحسرة وقال ‪ :‬هذا الفتى أعقل مني!‬
‫وعندما قرر الحسين رئه! الخروح للعراق كان العباس أحد الذين نصحوا الحسين بقوله‬

‫له ‪" :‬إن أهل العراق قوم غدرٍ فلا تقربنهم إ" ولكن الحسين رحمه اللّه أصرَّ على المسير‬

‫للعراق بعد ان اطمأن من مئات الرسائل التي بعثها الشيعة إليه من هناك ‪ ،‬ليقوم نفس‬

‫الذين بعثوا إليه الرسائل بحمل السيوف ضده ‪ ،‬ليغدروا به ويقتلوه ‪ ،‬ليصدق ظن ترجمان‬
                                                                                                     ‫الأمة بأولئك القوم الخونة!‬

‫العجيب أن اللّه شاء أن يُولدَ لعبد أدلّه بن عباس ولا اسمه علي ‪ ،‬ليولد لعلي ولا اسمه‬
  ‫محمد‪ ،‬ليُولد لمحمدٍ ولا اسمه عبد اللّه‪ ،‬ليُولد لعبد اللّه ولا اسمه محمد‪ ،‬ليولد لمحمد‬
‫طفلٌ في غاية الوسامة والجمال ‪ ،‬هذا الطفل سيحمل عندما يكبر راية سوداء مكتول!‬

‫اللّه " ليرفعها عاليًا في ثلاث قارات ‪،‬‬  ‫رسول‬  ‫عليها باللون الأبيض " لا إله إ لا الله ‪ ،‬محمد‬

‫فيكون عصره أكثر عصور دولة الإسلام ازدهارًا على الإطلاق ‪ ،‬ليستحقً أن يسجَّل اسمه‬

‫في سجل العظماء في أمة الإسلام ‪ .‬فمن تراه يكون ذلك الخليفة الإسلامي الرشيد؟‬
‫ولماذا شوِّهت صورته من قِبَل الإعلام العربي والغربي على حد سواء؟ وهل حقًا كان‬

   ‫رجلًا سِكيرا مغرمًا بالراقصات ؟ أم تراه كان من أتقى وأورع وأعظم من حكم أمة محمد‬
                                                                                                                     ‫في تاريخها بأسره ؟!‬

                                              ‫‪.. .. . .. .‬‬  ‫يتبع‬
   383   384   385   386   387   388   389   390   391   392   393