Page 421 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 421

‫‪4 21‬‬                       ‫‪ ، 00‬نحلإ ‪ 4‬ا !لإد ا لتا ايا أ‬

‫كل العيب أن ندفن رؤوسنا في الرمال ومائة ألفٍ من أصحاب محمدٍ يُلعنون من شذّاذ‬

‫نبيّنا‪ ،‬فإن‬                ‫الافاق في فارس وأتباعهم ‪ ،‬فواللّه لن أكفنَّ عنهم إ لا إذا كفوا عن لعن أصحاب‬

                           ‫امة!‬                                          ‫‪ . . . . . . . .‬و! لا فلا ى‬  ‫كفوّا نكف‬

‫وبالفعل ‪ . . . . . .‬حرَّك رسول الله !و جيشًا مكونًا من ‪ 35 555‬مجاهدٍ هو أكبر جيمث!‬

‫المفاجأة ‪ . . . .‬لقد‬       ‫في تاريخها‪ ،‬فتوجه به نحو "تبوك " لملاقاة الروم ‪ ،‬فكانت‬  ‫العرب‬              ‫جمعته‬

   ‫هرب الروم ! ! ! فظل الرسول غ!ظو في تبوك لثلاثة أيامٍ معسكرًا ليثبت للروم أنه ينتظرهم‬
‫بدون أي خوف ‪ ،‬ولكن أحدًا منهم لم يظهر‪ ،‬لينتصر المسلمون في معركة تبوك الخالدة‬

                                                                                   ‫بدون قتال !‬

‫وليتحملني القارئ الكريم هذه المرة أيضًا‪ ،‬فقد شارف الكتاب على الانتهاء‪،‬‬

‫ن‬                          ‫وعندها سيرتاح القارئ من الكاتب ووقفاته المتكررة ‪ ،‬فهناك ملاحظة مهمة لا يجب‬
                        ‫أ‬

‫تفوت علينا‪ :‬فلماذا شارك الإمبراطور الروماني بنفسه مع ما يقرب من ربع مليون مقاتل‬
  ‫في قتال سرية صغيرة من ثلاثة الاف مسلم ‪ ،‬في الوقت الذي يمتنع فيه عن قتال رسول‬

‫الإسلام نفسه الذي جاءه بقدميه ؟ بل حتى تجنب إرسال كتيبة لقتالهم ؟ ! الحقيقة أن‬

‫الجواب ينقسم إلى شقين اثنين ‪( :‬الأول ) الرعب الذي ملأ قلب الرومان بعد رؤيتالم‬
‫لبسالة جيس موتة والفرسان الثلاثة ‪ ،‬فلقد انتصر ثلاثة الاف مسلم فقط على ما يقرب من‬

   ‫ربع مليون نصراني في موتة ‪ ،‬فما بالك بجيش تبوك الذي كان عشرة أضعاف جيس‬

‫موتة ؟ ! ! (ثانيًا)‪ :‬رأينا من القصة التي رواها الصحابي الجليل أبو سفيان بن حرب والتي‬

‫اللّه ‪ ،‬إلا أنه‬            ‫‪ ،‬أن هرقل كان مومنًا تمام الإيمان بنبوة رسول‬  ‫أخرجها البخاري في صحيحه‬

‫ضنَّ بملكه ‪ ،‬ففضل الدنيا على الآخرة ‪ ،‬فلما علم القيصر أن رسول اللّه جاء بنفسه على‬

                                                                                             ‫رأس جيسٍ لقتاله ‪ ،‬ولّى القهقرة ‪ ،‬ولم يعقب!‬
   ‫والان لنبقى مع قصة المخلفين الثلاثة ‪ ،‬فمتى ذكِرت غزوة تبوك ذكِر معها ذلكم‬
‫الحدث العظيم ‪ ،‬الذي عاشته المدينة وتقلبت مع أحداثه خمسين ليلة ‪ ،‬إنه خبر الثلاثة‬
 ‫الدْين خلفوا‪( :‬كعب بن مالك ومرارة ابن الربيع وهلال بن أمية )‪ ،‬وهولاء الثلاثة كانوا‬

   ‫الوحيدين من بين المومنين الذين تخلفوا عن الجيس‪ ،‬لا عن نفاق أو جبن‪ ،‬بل بسبب‬
        ‫التسويف ‪ ،‬ولنؤك الحديث للشاعر كعب بن مالك ليروي لنا فصول تِلكم الواقعة‪:‬‬
   416   417   418   419   420   421   422   423   424   425   426