Page 422 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 422
! 004ل لمحظ!ا 4اهة الإسلا! 422
" قد جمعت راحلتين ،وأنا أقدر شيء في نفسي على الجهاد،وأنا في ذلك أضغي إلى
الظلال ،وطيب الثمار ،فلم أزل كذلك حتى قام رسول اللّه !و غادئا بالغداة ،فقلت:
أنطلق غدا إلى السوق فأشتري جهازي ثم ألحق بهم ،فانطلقت إلى السوق من الغد ،فعسر
علي بعض شأني ،فرجعت فقلت :أرجع غدا إن شاء اللّه فألحق بهم ،فعسر عليئَ بعض شأني
الأيام ،وتخلفت عن أيضا ،فقلت :أرجع غذا إن شاء اللّه ،فلم أزل كذلك ،حتى مضت
بالمدينة ،فلا أرى إ لا رجلأ مغموضا أمشي في الأسواق وأطوف اللّه ع!ياّله ،فجعلت رسول
عليه في النفاق ،أو رجلأ قد عذره اللّه ،فلما قضى النبي ع!ي! غزوة تبوك ،وأقبل راجغا إلى
المدينة ،جعلت أتذكر بماذا أخرج به من سخطه ،وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من
أهلي ،حتى إذا وصل المدينة ،عرفتُ أني لا أنجو إلا بالصدق ،وكان من عادته إذا جاء من
سفر أو غزاة أن يبدأ بالمسجد ،فيصلي ركعتين ثم يجلس للناس .فجاءه المخلفون
(المنافقون ) ،فطفقوا يعتذرون إليه ،ويحلفون له ،هذا يشكي مرضه ،وذاك قلة ذات اليد
عنده ،واخر نساءه وعوراته ،كانوا بضعة وثمانين رجلأ ،فقبل منهم علانيتهم ،وبايعهم
واستغفر لهم ،ووكل سرائرهم إلى اللّه ،فجئت إلى رسول اللّه ع! فسلمت عليه ،فتبسم
تبسّم المغضب ،ثم قال لي :تعال ،فجئت أمشي حتى جلنست بين يديه ،فقال لي :ما
عند غيرك من أهل خلفك ،ألم تكن قد ابتعت ظهرك ؟ فقلت :بلى ،إني واللّه لو جلست
الدنيا ،لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر ،ولقد أعطيت جد ،،ولكني والله لقد علمت أن
عليَئ ،ولئن حدثتك حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عليئَ ،ليوشكن اللّه أن يسخطك
حديث صدق تجد علي فيه ،اني لأرجو فيه عفو الله عني ،واللّه ما كان لي من عذر ،واللّه ما
كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك ،فقال رسول اللّه :أما هذا فقد صدق ،فقم
الله فيك ،فقمت ،وثار رجال من بني سلمة ،فاتبعوني يؤنبوني فقالوا لي :والله ما حتى !ضي
علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ،ولقد عجزت ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله بما
اعتذر إليه المخلفون فقد كان كافيك ذنبك واستغفار رسول اللّه لك ،قلت :فواللّه ما زالوا
يؤنبوني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي ،ثم قلت :هل لقي هذا معي أحد؟ قالوأنعم،
رجلان قالا مثل ما قلت ،فقيل لهما مثل ما قيل لك ،فقلت :من هما؟ قالوا :مرارة بن
الربيع العامري ،وهلال بن أمية الواقفي ،فذكروا لي رجلين ضالحين شهدا بدزا فيهما