Page 427 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 427

‫‪427‬‬                                      ‫‪ ،00‬نحي!و ا !ب!د التا اين!‬

‫فتكون التركة الكاملة التي تركها لورثائه‬  ‫الثمن ‪ ،‬وبحسبة بسيطة يكون الثمن ‪،000.004‬‬

‫تساوي (‪( * ) 8 004 000‬اشأه ه ‪ ،) 3 . 002 .‬أي ثلاثة ملايين ومائتي ألف دينابى‬
    ‫(ذهبي ) إ " هذا باستثنَاء الأموال التي كان ينفقها على المسلمين ‪ ،‬والقوافل التي كان‬

    ‫يوقفها في سبيل اللّه ‪ ،‬كل هذا لأنه لم ينتظر أن تأتيه "الوظيفة " كما يفعل خريجو جامعاتنا‪،‬‬
                                                                                                  ‫فكلمة السر هي ‪" :‬دلّوني على السوق إ "‬

      ‫ومع نهاية قصة هذا الصحابي الإسلامي العظيم ‪ ،‬اكون قد انتهيت من ذكر قصص‬
    ‫الصحابة في هذا الكتاب ‪ ،‬بدأتها بقصة أول العشرة المبشرين بالجنة (أبو بكر الصديق)‬

      ‫وانتهينت بقصة عاشر العشرة المبشرين بالجنة (عبد الرحمن بن عوف)‪ ،‬ذاكرًا قصص‬
‫بعض الصحابة بينهما‪ ،‬فلو كان الأمر بيدي ‪ ،‬لكتبت قصص أصحاب محمد الذين‬

  ‫يزيدون عن المائة ألف ‪ ،‬فكل واحدٍ فيهم لديه قصة عجيبة جعلت منه واحدًا من أعظم‬
‫خلق اللّه في الكون ‪ .‬فوداعًا أصحابَ محمد‪ ،‬والعفو والسماح إن كنت قد قصّرت في‬

   ‫حقكم ‪ ،‬فأنّى لإنسانٍ أن ينصف من مثلكم ‪ ،‬فعظمتكم ناطحت علياء السماء‪ ،‬فتعدت‬
 ‫النجوم والثريا‪ ،‬فواللّه إني ما كتبت عن واحدٍ منكم إلا وعشت معه وكأني أراه أمامي ‪ ،‬ولا‬

    ‫أعرف إن كان لمثلي أن يتمنى أن يرزقه اللّه رؤيتكم في حضرة نبيه يوم القيامة ‪ ،‬ولكني‬
                                                                                                  ‫أعلم أن اللّه على كل شيء قدير‪.‬‬

  ‫ومن عبد الرحمن إلى عبد العزيز‪ ،‬ومن صحاري الحجاز‪ ،‬إلى حدائق تونس‬

  ‫الخضراء‪ ،‬نطير معًا برفقة نسرٍ إسلاميٍ عملاق ‪ ،‬حلّق فوق قمم جبال الأطلس ‪ ،‬يرفع‬
    ‫بجناحيه راية الإسلام ‪ ،‬لتعانق بذلك سُحب السماء ! فمن هو ذلك القائد الإسلامي‬

 ‫العظيم الذي لقن فرنسا درسًا في معنى النضال الإسلامي في تونس ‪ ،‬ولقن الإنجليز درسًا‬
      ‫اَخرًا في معنى الحرية المحمدية في العراق ؟ فتعالوا معًا لنسبر أغوار هذا النسر الإسلامي‬
      ‫العملاق الذي رفع بجناحيه راية التحرير في تونس الخضراء‪ ،‬ليعلنها ثورة حتى النصر!‬

                                         ‫‪. .. . *. .‬‬  ‫يتبع‬
   422   423   424   425   426   427   428   429   430   431   432