Page 428 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 428

‫‪ ،00‬هل لمحظما ‪ 8‬اهة الاللللا!‬                                                ‫‪428‬‬
                                                 ‫((نسرتونس الخضراء"‬

                               ‫"النعالبي هو أعظم خطيب عربي عرفه هذا القرن "‬
‫(الشاعر العراقي معروف الرصافي)‬

‫"فلِيكن الهم الأول لكل مسلم فينا هو التفكير في كيفية‬
 ‫استرجاع مجد هذه الأمة ‪ ،‬ثم العمل على نحقيق ذلك بالفعل"‬

‫(النعالبي في مؤتمر القدس )‬

‫من بين بنود نظرية "الغزو التاريخي " التي فصّلناها في بداية هذا الكتاب ‪ ،‬بندٌ يُسمىب‬

 ‫"قتل الشخصية "‪ ،‬هذا البند ينص على تحويل البطل أو الرمز إلى عدم ‪ ،‬وفي أحسن الظروف‬
‫إلى سراب ! فيقوم بذلك غزاة التاريخ بعملية تشوييما منظّمة مستمرة ‪ ،‬يتحول في نهايتها البطل‬

 ‫إلى جبان ‪ ،‬والمناضل إلى خائن ‪ ،‬والعالم إلى مجنون ‪ ،‬بحيث لا تكون الشخصية نفسها هي‬
 ‫الهدف الرئيسي من هذه العملية الخبيثة ‪ ،‬بل يكون فيها الهدف الأول والرئيسي هو‪ :‬أنا وأنت‬
‫! ليسقط بعد ذلك مفهوم القدوة في أعيننا‪ ،‬فلا نجد بطلأ ناريخيا نستلهم منه سُبل النصر‬

‫والتمكين ‪ ،‬وبالتالي لا يكون أمامنا في نهاية بحثنا اليائس عن البطل المنشود إلاّ أن نسفم أننا‬

‫الأحيان أمة بتاريني قذر! ! ! فنصغر في أعيننا شيئا فشيئًا‪ ،‬حتى‬        ‫أمة بلا تاريخ ‪ ،‬وفي بعض‬

‫منسية في التاريخ!‬           ‫‪ . . . . . . .‬إلى ذىى‬  ‫في نهاية المطاف‬   ‫نتلاشى تدريجيا‪ ،‬فنتحول‬

‫وبطلنا الإسلامي العظيم الذي نحن في صدد الحديث عنه يُمثل نوعًا خاصًا من تلك‬

‫الفئة المنسية التي تم قتلها في التاريخ ‪ ،‬فكم منّا سمع في حياته ولو لمرة واحدة عن هذا‬
‫النسر التونسي الذي حلق عالبا ليس فوق جبال الأطلس في تونس فحسب ‪ ،‬بل فوق جبال‬

‫الأناضول في تركيا‪ ،‬وقمم الألب في فرنسا؟ ! وكأن سُحب‬                  ‫الهملايا في الهند‪ ،‬وهضاب‬

‫السماء وقمم الجبال ما فتأت تعانق أجنحته ‪ ،‬لتجعل منه بطلأ عظيفا من عظماء أمة‬

‫الأبصار‪ ،‬ولتصمت الألسنة ‪ ،‬فنحن في صدد‬              ‫الإسلام المائة ‪ ،‬فلِتخشع القلوب ‪ ،‬ولتشخص‬
   423   424   425   426   427   428   429   430   431   432   433