Page 430 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 430

‫‪ 008‬هل لمحظما ‪ 4‬اهآ الإللللا!‬  ‫‪043‬‬

 ‫قبضة الفرنسيين سنة ‪ 1 881‬م إثر مناوشات قبلية حدودية بين تونس والجزائر اتخذتها فرنسا‬
   ‫ذريعة لاحتلال تونس ومن ثم إعلان الحماية عليها في الثاني عشر من مايو سنة ‪ 1882‬م ‪ ،‬وعلى‬
    ‫إثر ذلك عينت فرنسا فرنسيًا مستعربًا يدعي الوش! ماشويل) رئيسًا لإدارة المعارف وأطلقت‬

‫يده في البلد فاستولى على كل ما له علاقة بخالتعليم والثقافة ‪ ،‬لعغير نظام التعليم الإسلامي في‬
    ‫"الجامعة الزيتونية "‪ ،‬ويضع قوانين تقدم الفرنسية على العربية في مناهج التدرش!‪ ،‬فأوقف‬
  ‫بذلك النهضة العلمية في الزيتونة التي كانت قد جمعت آنذاك بين العلوم الشرعية والعصرية‪.‬‬

‫ثم قامت فرنسا بتقييد الحريات المدنية للتونسيين ‪ ،‬وحولت الإدارة إلى النظم الفرنسية‬
      ‫وجعلت اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية في البلاد‪ ،‬وأهملت المؤسسات التي خطت‬

 ‫خطوات متقدمة في الطريق إلى الحضارة والعمران ! "الزيتونة لما و"مدرسة باردو الحربية " التي‬
   ‫جمعت بين العلوم العسكرية والهندسية والرياضية ‪ ،‬وكان غياب (خير الدين التونسي ) عن‬
   ‫تونس مؤثرًا في الروح المعنوية لأهلها‪ ،‬فقد استقال من الوزارة قبل الاحتلال الفرنسي لتونس‬
    ‫وصار صدرًا أعظم ‪ -‬رئيسًا للوزراء ‪ -‬في الدولة العثمانية وبقي ‪ .‬عندها برز إلى الساحة (الشيخ‬

‫سالم بو حاجب ) و(البشير بن مصطفى صفر) فأسسا معًا جمعية سموها "الحاضرة "‬

‫وأصدروا جريدة أسبوعية لها الاسم نفسه ‪ ،‬ومن ثم أنسَّسا "المدرسة الخلدونية " سنة ‪ 6918‬م ‪.‬‬
    ‫وفي تلك المدة برز الشيخ (عبد العزنز الثعالبي ) الذي ولد سنة ‪ 3912‬هـ‪ 1 874 ،‬م في تونس‪،‬‬

 ‫وهو من أصول جزائرية ‪ ،‬فاهتم به جده المجاهد (عبد الرحمن الثعالبي ) الذي قاوم الفرنسيين‬
    ‫في الجزائر‪ ،‬فقام على تعليمه وتحفيظه القرآن ومبادئ النحو والعقيدة ‪ .‬ولما تألف في تونس‬

‫"الحزب الوطني " الذي كان أول حزب يطالب بتحرير تونس سنة ‪ 1 598‬م انضم إليه الثعالبي‪،‬‬
 ‫قبل أن يؤسس بنفسه "الحزب الوطني الإسلامي لما‪ ،‬فأسس جريدة "سبيل الرشاد" التي‬
 ‫استمرت عامًا قبل أن توقف ‪ ،‬وهنا رأى الثعالبي أن تونس ضاقت عليه فقرر الخروح منها‪،‬‬
 ‫فخرح منها إلى عاصمة الخلافة "إسطانبول" عن طريق اليونان وبلغاريا فوصلها سنة ‪ 8918‬م‬

    ‫وتحدث مع رجال الدولة العثمانية وناقشهم في القضية التونسية ‪ ،‬ثم عاد إلى تونس فوصلها‬
    ‫سنة ‪ 2091‬م بعد أن بقي أربم سنوات خارجها‪ ،‬فوجد أن الفرنسيين قد شجعوا الفكر الصوفي‬
    ‫بما يحمله من خمول ودروشة ‪ ،‬فأخذ الشيخ الثعالبي يقاوم أفكار هذا الفكر المصطنع ‪ ،‬ويدعو‬
    ‫الناس إلى دعاء اللّه وحده وترك التبرك بالقبور والأولياء الأحياء منهم والأموات ‪ ،‬فرأت فرنسا‬
   425   426   427   428   429   430   431   432   433   434   435