Page 423 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 423
423 ، 00نحلإ! ا هبمد ! لتا ا إبف!
أسوة ،فمضيت حين ذكروهما لي 1فاجتحبنا الناس وتغيروا لنا ،حتى تنكرت لي الأرض ،
فما هي بالتي أعرف ،فلبثنا على ذلك خمسين ليلة ،فأما صاحباي ،فاستكانا وقعدا في
بيوخهما يبكيان ،وأما أنا فكنت أشبَّ القوم وأجلدَهم فكنت أخرح ،فأشهد الصلاة مع
المسلمين ،وأطوف في الأسواق ،ولا يكلمني أحد ،وأني رسول الله ،فأسلم عليه وهو في
مجلسه بعد الصلاة ،فأقول في نفسي :هل حرّك شفتيه بود السنلام عليَئ أم لا؟ ثم أصلي
عني، قريبًا منه ،فأسارقه النظر ،فإذا أقبلت على صلاني ،أقبل إليئَ وإذا التفت نحوه ،أعرض
حتى إذا طال عليَئ ذلك في جفوة المسلمين ،مشيت حتى جدار حائط أبي قتادة ،وهو ابن
عليه ،فواللّه ما رد عليئَ السلام ،فقلت :يا أبا قتادة ،أنشدك وأحبُّ الناس إليَئ فسلمت عمي،
الله ،هل تعلمني أحُب اللّه ورسوله فسكت ،فعدت ،فناشدته ،فسكت ،فعدت فناشدته
فقال :اللّه ورسوله أعلم ! ففاضت عيناي ،وتوليت حتى تسورت الجدار ،فبينا أنا أمشي
بسوق المدينة ،إذا نبطي من أنباط الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول :من يدل
على كعب بن مالك ،فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني ،دفع إلئَي كتابًا من ملك غسان
اللّه بدار هوان قد جفاك ،ولم يجعلك (النصراني ) ،فإذا فيه :أما بعد :فإنه بلغني أن ضاحبك
للخيانة !) قال كعب :وهذا أيضًا من البلاء ولا مضيعة ،فالحق بنا نواسك ! (عرض
فتيممت التنور فسجرتها ( ،أي أحرقتها) .حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا
رسول رسول اللّه يأتيني فقال :إن رسول اللّه يأمرك أن تعتزل امرأتك ،فقلت :أطلقها؟ قال :
لا ،ولكن اعتزلها ولا تقربها ،وأرسل إلي ضاحبي مثل ذلك فقلت لامرأني :الحقي بأهلك،
فكوني عندهم حتى يقضي اللّه في هذا الأمر،ا فجاءت امرأة هلال بن أمية فقالت :يا رسول
اللّه إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم ،فهل تكره أن أخدمه قال :لا ،ولكن لا
يقربك ،قالت :إنه واللّه ما به حركة إلى شيء ،واللّه ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان
إلى يومه هذا ،قال كعنب فقال لي بعض أهلي :لو استأذنت رسول اللّه في امرأتك كما أذن
لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه ،فقلت :واللّه لا أستأذن فيها رسول الله وما يدريني ما يقول
رسول اللّه إذا استأذنته فيها ،وأنا رجل شاب .ولبثت بعد ذلك عشر ليالٍ حتى كملت لنا
خمسون ليلة من حين نهى رسو! اللّه عن كلامنا ،فلما صليت ضلاة الفجر صبح خمسين
ليلة على سطح بيت من بيوتنا بينا أنا جالس على الحال التي ذكر اللّه تعالى (في الآية