Page 64 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 64
،00هل لمحظ!ا 4اهة ا لاللللا! 64
القديمة ،وحولوا حي "بولاق " إلى أنقاض ،وهدموا المساجد على مصليها .عندها هب
رجال الأزهر الشرفاء يجاهدون في سبيل اللّه ،فقتل الصليبيون الفرنسيون في يومٍ واحدٍ
ألفين من خيرة علماء الأزهر! وعند هذه اللحظة بالتحديد أدرك المسلمون أنهم
يواجهون غزوًا صليبيًا لا يختلف عن سابقيه ،فالمسمى واحد وإن اختلفت الأسماء،
ومما زاد من يقين المسلمين بصليبية هذه الحملة ،ما يرويه المؤرخ المصري (الجبرتي)
في كتابه "عجائب الاَثار في التراجم والأخبارلما عن كيفية التعاون الصليبي الخائن
(يعقوب حنا) مع المحتلين ضد أبناء بلده مصر ،وكيف كؤَن فيالقًا من الخونة الصليبنين
من سكان البلد الأصليين منْ أم!ثاله لمعاونة الفرنسيين في اقتحاماتهم لبيوت مواطنيهم
من المسلمين المصريين!
وبعد أن اعتقد نابليون انه استطاع وأد الانتفاضة المصرية ،رجع إلى فرنسا ليكمل
سجله الإجرامي في الشعوب الأوروبية ،تاركًا القيادة لمجرم حرب اَخر اسمه (كليبر)،
هذا القائد الفرنسي كان صليبيًا حتى النخاع ،فما إن أمسك بزمام الأمور بعد سلفه حتى
أظهر الفرنسيون فجورهم بوضوح صارخ ،فحولوا مساجد مصر إلى بيوت دعارة لتسلية
جنودهم الأوغاد ،واغتصبوا الفتيات المسلمات امام اَبائهن ،وقتلوا الأطفال الرضع امام
أمهاتهم ،وظن الجميع أن الإسلام قد انتهى في مصر.
. .. . .. .. ومحندها.
من كل مكان يرفعون راية "لا إله إلا اللّه ،محمد رسول الثه " في كل هبَ المجاهدون
أرجاء مصر ،وتحولت مصر إلى كتلة من نار في وجه الغزاة ،وانتفض المصريون
المجاهدون في صب مصر وساحله في وجه الفرنسيين ،وأغار فرسان المماليك الأبطال
على الصليبيين في كل مكان ،وأبحرت وفود من مجاهدي الحجاز من مكة والمدينة إلى
الشاطئ المصري لنصرة إخوانهم المسلمين ،وتسلل اَلاف المقاتلين الأتراك سرًا إلى
القاهرة للمشاركة في الجهاد الذي أعلنه خليفة رسول اللّه العثماني (سليم الثالث )،
وتحولت مساكن الطلاب المغاربة في الأزهر إلى ثكنات للمقاومة الشعبية ،أمّا رواق
الشوام في الأزهر ،فحدث عنه ولا حرج ،فلقد تطوع أبناء الشام الإسلامي في صفوف
المقاومة الشعبية المصرية ،وكان من بينهم الأبطال ساب كردي من مدينة داحلب" قتل