Page 69 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 69

‫‪ ، 00‬نحلإ! ا !ب!د ا لقا اين! ‪6 9‬‬

‫دخلت الجزائر إلّا للقضاء على الجهل والفقر‪ ،‬فعليه ان يعلم ان نسبة المتعلمين في‬

‫الجزائر في تلك الفترة كانت أكبر منها في فرنسا‪ ،‬بشهادة الرحالة الألماني (فيلهلم سيمبرا)‬

                           ‫الذي كتب حين زار الجزائر في سهر ديسمبر ‪- 831‬أ م ‪ :‬القد بحثتُ قصدًا عن عربي واحد‬

‫ذلك في‬                     ‫في الجزائر يجهل القراءة والكتابة ‪ ،‬غير أني لم أعثر عليه ‪ ،‬في حين أني وجدت‬

                           ‫بلدان جنوب أوروبا‪ ،‬فقلما يصادف المرء هناك من يستطيع القراءة من بين أفراد تلك‬

 ‫الشعوب الأوروبية " ‪ .‬الأغرب من ذلك أن فرنسا كانت عاجزة عن سداد ديونها الكبيرة‬
‫لدى الجزائر وقتها! أما من كان يعتقد أن فرنسا أصبحت علمانية الهوى بعد الثورة‬

  ‫الفرنسية وأنها قد تخلت عن أحقادها الصليبية ‪ ،‬فهو واهم أسد الوهم في اعتقاده هذا‪،‬‬

‫ولعل ما جاء على لسان الفرنسيين أنفسهم ما يؤكد هذا القول ‪ ،‬ففرنسا سعرت بعد ثورتها‬
 ‫بأنها حامية الكاثوليكية وأن تحقيق الانتصار على حساب الجزائر إنما هو بمثابة انتصار‬

   ‫للمسيحية على الدين الإسلامي ‪ ،‬وهذا ما استخلصناه من قول القائد الفرنسي (كليرمون‬
‫دي طونير) عندما فرض حصارا على السواحل الجزائرية عندما قال ‪" :‬ربما يساعدنا‬
‫الحظ بهذه المناسبة لننشر المدنية بين السكان الأصليين فندخلهم بذلك في النصرانية "‪.‬‬
‫وأيضا الوصف الذي قدمه قائد الحملة الفرنسية (دوبرمون) في الاحتفال الذي أقيم في‬
 ‫"فناء القصبة " بمناسبة الانتصار حيث جاء فيه ‪ :‬أمولاي ‪ ،‬لقد !تحت بهذا العمل الغزو‬

 ‫بابًا للمسيحية على ساطئ أفريقيا"‪ .‬أما اليهود الذين استضافهم المسلمون الجزائريون‬
‫بعد طردهم من الأندلس من قبل الكاثوليك ‪ ،‬فقد ردّوا هذا الجميل للمسلمين بأن فتحوا‬
‫بوابات العاصمة الجزائر للفرنسيين ! حينئذٍ أظهرت فرنسا حقدها الصليبي على الإسلام‬

‫بشكل صارخ ‪ ،‬فلك أن تعلم أنه من أصل ‪ 12‬أ مسجدًا في العاصمة الجزائر لوحدها لم‬

‫و‬                          ‫فقط والباقي قاموا بهدمه أو تحويله إلى مخازن‬  ‫يُبق الفرنسيون إلّا على ‪ 5‬مساجد‬
                        ‫أ‬

‫إسطبلات ‪ ،‬ثم منع الفرنسيون الحج تمامًا‪ ،‬وقام الجنود الفرنسيون بالنهب والسلب في‬
 ‫بيوت المسلمين ‪ ،‬حتى انهم كانوا يأتون بالأساور في المعاصم بعد أن يقطعوا أيادي نساء‬
‫المسلمين من دون أن يتركوا لهن وقتًا لنزع أساورهن ! بل إن بعضًا من الفرنسيين كانوا‬

    ‫يأتون بأقراط النساء بأذانهن بعد ان يقطعوها بالسكين ! ! اما لمن كان مغرمًا ب ! الإتيكيت‬
 ‫الفرنسي " فعليه أن يقرأ هذه القصة الصغيرة التي تبين مدى الرقى الفرنسي ‪ ،‬فعندما التجأ‬
   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74