Page 70 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 70

‫‪ 004‬هل ظظما ‪ 4‬اهة الاللللاكا‬                                             ‫‪07‬‬

 ‫‪ 008‬مسلم جزائري إلى أحد كهوف الجزائر مصطحبين معهم ماشيتهم هربًا من بطش‬
‫الجنود وخوفًا على الفتيات الجزائريات من الاغتصاب ‪ ،‬قام دعاة الحضارة‬

‫"الإيتيكتيون " بإشعال النيران في الكهف على من فيه ‪ ،‬ليذهب سباب القرية في الصباح‬
                                                                                ‫ليتفقدوا أوضاع أهاليهم ‪ ،‬ليجدوا العجب!‬

 ‫فلقد وجدوا جثث الأطفال المتفحمة بين بقايا الدواب المحترقة ‪ ،‬فنار الفرنسيين لم‬
 ‫تفرق بين الإنسان والحيوان في القتل ‪ ،‬ثم وجدوا سيئًا جعل الكثير منهم يسقط مغمًا عليه‬
‫من فظاعته ووحشيته ‪ ،‬وجدوا جثة محترقة لرجل تتعلق يداه بقرني ثور متفحم يبدو أنه‬
  ‫هاج من شدة الدخان ‪ ،‬فاتجه نحو ذلك الرجل الذي صده بيديه ‪ ،‬ولمّا أزاح الشباب جثة‬
 ‫ذلك الرجل وجدوا من خلفها جثة لطفلة في حضن أمها وقد تفحمتا‪ ،‬لقد كان هذا الرجل‬
‫زوجها الذي أراد أن يحمي طفلته وزوجته من ذلك الثور الهائج ‪ ،‬فأمسك بقرنيه‬

                                                                        ‫ليحميهم قبل أن يحترق العائلة والثور معًا بنار فرنسا!‬

 ‫هذه الماَسي لا أذكرها من باب نكء الجراح على فرنسا‪ ،‬ولكن أذكرها لسببين‪،‬‬
‫الأول هو رفض فرنسا الاعتذار للجزائر عن جرائمها التي ارتكبتها في حق المسلمين في‬

     ‫الجزائر‪ ،‬وبذلك تكون امكانية تكرارها على المسلمين واردة (وهذا بالفعل ما حدث‬
   ‫بالبوسنة منذ أعوام قليلة عندما فكّت فرنسا الحصار على الكاثوليك الكروات وأمدتهم‬

       ‫بالسلاح لقتل المسلمين في البوسنة !)‪ .‬أما السبب الناني فإن ذكر هذا البطش والجبروت‬
    ‫يساعدنا على تقدير عظمة بطلنا الأمير عبد القادر الجزائري الذي قاد الجهاد ضد‬
 ‫المحتل الصليبي الفرنسي في هذه الظروف القاتمة ‪ ،‬فلقد وحَّد الجزائري صفوف القبائل‬
    ‫تحت إمرته وسرع بالنضال لطرد الغزاة ‪ ،‬فأذاق الفرنسيين الويلات وكبدهم الخسائر‬
   ‫الفادحة في معركة "المقطع " سنة ‪ 835‬ام ‪ ،‬واستمر الأمير عبد القادر في تكبيد الفرنسيين‬
   ‫ألوان الهزائم قبل أن يأسره الفرنسيون ‪ ،‬ليلقوا به في سجون بارش!‪ ،‬قبل أن ينفوه إلى‬

‫"إسطانبول " ‪ ،‬ليستقبله خليفة المسلمين هناك ويكرمه ‪ ،‬فينتقل الأمير بعدها إلى "دمشق "‪،‬‬
   ‫وهناك في حاضرة الأمويين يبرز لنا لماذا أصبح الأمير عبد القادر الجزائري عظيمًا من‬

‫عظماء الإنسانية ‪ ،‬ففي عام ‪ 086‬أم اندلعت فتنة دامية بين المسلمين والنصارى في‬

‫وإيوائهم في بيته ‪ ،‬على‬  ‫بحماية النصارى‬  ‫‪ ! . . .‬لقد قام الأمير الجزائري‬  ‫دمشق ‪ ،‬ويا للعجب‬
   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74   75