Page 73 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 73

‫‪73‬‬  ‫لمحلإو ا !لإد الفْا ا ين!‬  ‫‪،00‬‬

      ‫استقلالهم إذا ما سلكوا نفس المنهاج الذي سلكه إخوتهم الجزائريون ‪ ،‬فسنة اللّه ثابتةفي‬
                                                                                                                    ‫خلقه ‪ ،‬ولن تجد لسنة الله تبديلًا‪.‬‬

      ‫وبطلنا العظيم هذا لم يكن مقاتلأ يحمل السلاح ‪ ،‬لكنه كان مجاهدا احيى اللّه به‬
       ‫الشعب الجزائري بأكمله ‪ ،‬فكان الإمام عبد الحميد بن باديس أمة وحده ! والإمام عبد‬

     ‫الحميد بن باديس هو سليل عائلة مجاهدة في أرض الجزائر‪ ،‬فجده الاكبر هو البطل‬
      ‫الإسلامي الكبير (المعز بن باديس )‪ ،‬وهو المجاهد الإسلامي الفذ الذي طهَّر الجزائر‬

        ‫من شرِّ الشيعة الروافض من العبيديين "الفاطميين " ‪ .‬امّا الإمام عبد الحميد بن باديس‬
       ‫فقد ظهر في زمن يدعو لليأس والكاَبة ‪ ،‬زمنٌ انطفات فيه شظوة المقاومة ودبَّ فيه الياس‬
      ‫في قلوب الناس ‪ ،‬ولكن هذا الزمن هو ايضا زمن ظهور الرجال الحقيقيين وبريق المعادن‬

          ‫الأصيلة ‪ .‬والقصة تبدأ من التنشئة الصالحة عندما يرزق الله الإنسان ابوين صالحين‬
     ‫يعلمانه كتاب الله وسنة نبيه وحب الوطن والجهاد في سبيل اللّه ‪ ،‬لينشأ ابن باديس حافنها‬
      ‫للقراَن ذاكرا لسنة محمد وَل!إ‪ .‬فابعتثه أبوه إلى جامعة "الزيتونة " لينهل من علمائها العلم‪،‬‬
     ‫ومن هناك توجه إلى الحجاز لأداء فريضة الحج ‪ ،‬وفي المدينة المنورة قابل رجلأ هندئا‬
‫أصبح له فضلٌ على كل جزائري إلى يوم الدين ‪ ،‬قابل الشيخ (حسين الهندي ) جزاه اللّه‬
     ‫كل خير‪ ،‬فنصحه الشيخ الهندي بالعودة إلى الجزائر والتركيز على إعادة الناس فيها إلى‬
      ‫دين اللّه أو‪ ،‬قبل التفكير في أي شيء اَخر‪ ،‬ودلّه در هذه الأمة التي يتباحث فيها الهندي‬

         ‫والجزائري في نصرة الإسلام ! وفعلأ أخذ الإمام بنصيحة الشيخ حسين الهندي وذهب‬
      ‫إلى الجزائر يعلم فيها الناس العربية والإسلام ‪ ،‬فأنشأ الصحف والمدارس لتوعية النشء‬
  ‫الصاعد‪ ،‬وهنا يأتي دور العظماء في بناء الأمم ‪ ،‬فالبناء يجب أن يكون صحيحًا منذ البداية‬
      ‫لكي يضمن الاستمرارية والبقاء‪ ،‬لا أن يأتي فجأة فيختفي فجأة كما هو الحال في كثير من‬
    ‫الحركات الإسلامية في هذا الزمان ‪ ،‬فالإمام عبد الحميد زرع النبتة وسقاها وصبر عليها‬
  ‫حتى اثمرت ‪ .‬ففي عام ا ‪ 193‬م اسس الشيخ ابن باديس "جمعية العلماء المسلمين "‪،‬‬

        ‫فاختاره علماء الجزائر رئيسًا لها‪ ،‬فحارب البدع التي كانت منتشرة في الجزائر تحت‬
       ‫رعاية الفرنسيين ‪ ،‬وقام بمحاربة الفرق الصوفية الضالة التي كانت غارقة في الرقص‬
       ‫والغناء في الموالد والاستغاثة بالأموات من دون اللّه ‪ ،‬وقام بنشر الدين الإسلامي‬
   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78