Page 78 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 78

‫‪ ،00‬هل عالما ‪ 4‬اهة الإللللا!‬                                              ‫‪78‬‬
                                   ‫جَا!لصَ ‪،‬لغ!فض !!‪،،‬لغ!فضُ هَمَى‬

                       ‫" أدركنا يا لوذريق ‪ ....‬فإنه قد نزل علينا قومٌ لا‬
                        ‫ندري أهم من أهل الأرض أم من أهل السماء إ "‬

‫(قائد القوات القوطية)‬

‫من عظيم لهذه الأمة ‪ ،‬فعظيمنا الاَن هو فاتح إسلامي‬  ‫للّه درُّ بلاد الجزائر كم أخرجت‬

‫خرج من صحراء هذه الأرض العظيمة التي دأبت على تخريج الأبطال وكأنها مدرسة‬

‫للثوار‪ ،‬فبطلنا هو طارق بن زياد فاتح الأندلس العظيم ‪ .‬والحقيقة أن الحديث عن‬

‫الأندلس لهو حديث طويل في سرده ‪ ،‬غزير في أحداثه ‪ ،‬شجي في ذكرياته ‪ ،‬يمتد إلى ما يزيد‬

‫عن ‪ 008‬سنة في ناريخ أمة محمد صلاعيَي!‪ ،‬أي اكثر من نصفها‪ ،‬لذلك سوف أتطرق إلى قصة‬

‫‪ ،‬فليس‬  ‫الأندلس تباعًا في هذا الكتاب إن شاء اللّه ‪ ،‬لا من أجل البكاء على اللبن المسكوب‬

‫ذلك أبدًا ما أرمي إليه ‪ ،‬ولكنني أحسب أن ناريخ الأندلس كقصة صعودٍ وهبوطٍ متكررةٍ‬

‫خلال ثمانية قرونٍ أو يزيد من حكم المسلمين يجسد خير مثالٍ يمكن أن يوضح لشباب‬
‫هذه الأمة أسباب الصعود وأسباب الانحدار‪ ،‬فمن حكمة اللّه سبحانه وتعالى أن جعل‬

‫سنته في الأرض ثابتة لا تتغير‪ ،‬فإذا ما درسنا أسباب صعود المسلمين وانتصاراتهم في فترة‬
 ‫من الفترات ثم عملنا بها‪ ،‬فإننا حتمًا سنصعد وننتصر‪ ،‬وإذا ما درسنا أسباب الهزيمة‬

‫والانحدار تجنبناها‪ . . .‬وهكذا‪ .‬ثم إن قصة الحضارة الإسلامية في الأندلس لهي قصة‬
‫فريدة من نوعها‪ ،‬لم تعرف البشرية مثلها من رقي وعلم وازدهار وتسامح بين الشعوب‬

                                                                                ‫والأديان ‪ ،‬حتى من وجهة النظر الغربية‪.‬‬

‫وقبل أن ندرس حكاية هذا البطل العظيم أو نحكي حكاية الأندلس هناك نقطة‬

   ‫وجب طرحها‪ :‬لماذا قطع العرب المسلمون اَلاف الأميال من صحراء جزيرتهم للوصول‬
‫إلى أراضي سعوبٍ أخرى كالبربر والفرس والروم ؟ أليس ذلك نوعٌ من الاحتلال‬

                                                                                                               ‫لأراضي الغير؟‬
   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82   83