Page 81 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 81

‫‪ 4 00‬لمحلإ ‪! 1 4‬ب!د ا لتا إ إبث! ‪8 ،‬‬

‫تسيل دموعهم وهم يتلونه ‪ ،‬فلم يصدق هذا القائد ما را ‪ ،0‬فأسرع برسالة إلى الملك‬

‫لوذريق في داطليطلة " العاصمة بكتاب من جملة واحدة ‪" :‬أدركنا يا لوذريق فإنه قد نزل‬

                                     ‫علينا قوم لا ندري أهم من أهل الأرض أم من أهل السماءإ"‪.‬‬
‫وفعلَا تقدم الملك لوذريق بجيش قوامه ‪ 155‬ألف فارس مجهزين بأحدث‬

‫الأسلحة ‪ ،‬وقد أمرهم لوذريق ان يجلبوا معهم حبالَا كثيرة لربط المسلمين جها بعد أن‬

‫يهزمهم ‪ ،‬فأرسل طارق بن زياد إلى القائد العام للمسلمين في أفريقيا يطلب منه المدد‪،‬‬

  ‫فوصل مدد إسلامي لطارق قوامه ‪ 5‬آلاف مقاتل فقط ليصبح مجموع جيش المسلمين‬
  ‫‪ 12‬ألف جلهم من المشاة مقابل ‪ 155‬ألف فارس من النصارى القوط ‪ .‬والتقى الجيشان‬
‫في معركة "وادي برباط " الخالدة في ‪ 28‬رمضان من عام ‪ 29‬هـ‪ ،‬هذ ‪ 0‬المعركة التي لا‬

                 ‫نعرف عنها شيئَا لا تقل عظمة عن معركتي "اليرموك " و"القادسية "‪.‬‬

‫الهادر‪،‬‬  ‫كالموج‬  ‫نحو المسلمين‬  ‫أمواج النصارى‬  ‫‪ . . . . . . . .‬واندفعت‬  ‫المعركة‬  ‫وبدأت‬

‫ولكن ستان ما بين جيشين اختصموا في اللّه‪ ،‬فئة تقاتل ومعها الحبال وفئة تقاتل ومعها‬

‫اللّه ! وبعد ‪ 8‬أيام من القتال فيها عيد الفطر‪ ،‬وبعد استشهاد ‪ 3‬ا‪ 3‬ف مسلم ‪ ،‬انتصر‬
 ‫المسلمون ‪ ،‬وقتل المسلمون الملكَ المغرور لوذريق صاحب الحبال ‪ ،‬فانطلق طارق‬

‫يفتح المدن الأندلسية واحدة تلو الأخرى دون قتال ‪ ،‬بعد ما سمعه الشعب الأندلسي عن‬

‫سراسة هذا الجيش المرعب وسماحة الحكم الإسلامي ‪ ،‬لتنتشر كتائب النور الإسلامية‬

‫في رحاب الأندلس تنشر الإسلام في ربوعها لتنير سعلة التوحيد في هذه البلاد من جديد!‬

‫نذكر قصة هذا القائد العظيم ‪ . . . .‬الا‬  ‫التنبيه إليها ونحن‬  ‫هناك مسالة خطيرة وجب‬

‫وكأنها حقيقة‬     ‫وهي تلك المقولة التي ورثناها أبَّا عن جد ودرسناها في مدارسنا وأصبحت‬

‫كونية ‪ ،‬ألا وهي المقولة التي نسبت للقائد الإسلامي طارق بن زياد إالبحر من خلفكم‬

  ‫والعدو من أمامكم " ‪ .‬والحقيقة أن هذ ‪ 0‬الرواية ما هي إلا رواية كاذبة ومزورة وضعها‬
‫المستشرقون ليبرِّروا هزيمة ‪ 0‬ه ا الف من النصارى امام ‪ 12‬ألف من المسلمين ‪ ،‬اولئك‬

   ‫المستشرقون ارادوا إيهامنا أن المسلمين إنما قاتلوا الصليبيين مكرهين لعدم وجود سفن‬
‫للهروب ! ولعل أولئك المستشرقين لم يفهموا بعد أن المسلمين يبحثون عن الشهادة‬
‫بحثَا‪ ،‬وكأن المسلمين انتصروا يومَا بكثرة العدد؟ ! ثم إن هذه الرواية لم ترد أبدَا في‬
   76   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86