Page 84 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 84

‫‪ ،00‬هل لمحظ!ا ‪ 4‬اهة الاللللا"‬  ‫‪84‬‬

‫فهمهم لتعاليم الشريعة الإسلامية التي أتت باللغة العربية التي لا يفهمونها أصلًا‪ ،‬فقام‬
  ‫القائد موسى باستحضار التابعين من بلاد الشام واليمن ليعلموا الإسلام للأمازيغ ممن‬
 ‫يعرفون العربية ‪ ،‬ثم يقوم هؤلاء بدورهم بتعليم أبناء جلدتهم بلغتهم ‪ ،‬وهكدْا حتى يفهم‬

‫الناس الإسلام بدون عجلة ‪ ،‬فلمّا استتب الأمر في شمال أفريقيا كله جاء الدور لنشر‬
    ‫الإسلام في أوروبا وتحرير أوروبا من حكم الرومان الذي كانوا يستعبدون كل سعوب‬

  ‫أوروبا‪ ،‬ولكن كانت هناك مشكلة كبيرة ‪ ،‬فلقد كان المسلمون يفتقدون للأسطول‬

    ‫البحري ‪ ،‬عندها قام القائد موسى ببناء ميناء "القيروان " لصناعة السفن ‪ ،‬وبينما كان‬

  ‫المسلمون يأخذون بأسباب النصر حدث سيء غريب ! فلقد وصلت رسالة سرية إلى‬
    ‫أمير طنجة طارق بن زياد مصدرها مدينة "سبتة " المغربية التي كانت تحت حكم ملك‬

‫نصراني يسمى (يوليان)‪ ،‬فقد كان لهذا الملك بنت فائقة الجمال اسمها الأميرة‬

     ‫(فلوريندا)‪ ،‬ابتعثها أبوها إلى قصور إسبانيا لكي تتعلم هناك ‪ ،‬فهاجمها الملك الوذريق)‬
   ‫واغتصبها‪ ،‬فارسلت برسالة إلى أبيها تشكو له ما جرى لها‪ ،‬فعرض هذا الملك النصراني‬
   ‫على طارق بن زياد أن يسلمه مدينة سبتة وأن يعيره السفن اللازمة للفتح الإسلامي‬

   ‫للأندلس وأن يرسده على الطرق المجهولة في جبال الأندلس مقابل القضاء على‬
    ‫لوذريق ‪ ،‬على أن يعطيه المسلمون ضيعًا كان يملكها الملك غيطشة إذا ما فتحوا تلك‬

     ‫البلاد‪ .‬إذًا فالسفن التي أبحر بها طارق إلى الأندلس لم تكن مُلكًا للمسلمين بل كانت‬
              ‫مُلكًا ليوليان وجب على طارق إرجاعها له بعد الفتح ‪ ،‬وهذا ما يفند رواية الحرق !‬

  ‫وبعد أن انتصر طارق بن زياد في معركة "وادي مرباط " التي سبق وأن ذكرناها في‬
    ‫معرض حديثنا عن طارق ‪ ،‬أسرع القائد موسى بن نصير إلى الأندلس وهو شيخ قارب‬
   ‫على الثمانين من عمره ليجاهد في سبيل اللّه ‪ ،‬بل إن القائد موسى أراد أن يذهب إلى أبعد‬

 ‫من ذلك بكثير‪ ،‬فرغم سنه المتقدمة أراد هذا العظيم الإسلامي أن ينفذ خطة يراها‬
  ‫المؤرخون معجزة عسكرية ! هذه الخطة كانت قد راودت الخليفة الراشد (عثمان ابن‬

    ‫عفان ) رضي اللّه عنه وأرضاه من قبل ‪ ،‬ألا وهي فتح "القسطنطينية " عاصمة الروم من‬
      ‫الغرب بدلًا من الشرق ! فبعد أن فتح هذا الشيخ الثمانيني " إسبانيا" و"البرتغال "‪ ،‬استأذن‬
  ‫موسى بن نصير الخليفة الأموي (الوليد بن عبد الملك ) بأن يفتح كل من "فرنسا"‬
   79   80   81   82   83   84   85   86   87   88   89