Page 72 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 72

‫هلى !لظما ‪ 4‬اهة الإللللا!‬  ‫‪004‬‬                 ‫!‪7‬‬

                                ‫)‬‫" ا ل! ما م )‬

‫وَالىَ العُروبةِ يَنتَب‬                        ‫شَعْبُ الجزائرمسلم‬

‫مَنْ قَالَ حَادَ عَنْ أصْلِهِ أَوْ قَالَ مَاتَ فَقَدْ كَذبْ‬

  ‫(الإمام عبد الحميد بن باديس)‬
‫يخطئ البعض بتسمية الجزائر (بلد المليون شهيد)‪ ،‬ويخطئ اكثر من يسميها (بلد‬
  ‫المليون ونصف شهيد)! والحقيقة التاريخية أن الجزائر قدمت مليونًا ونصف مليون‬

  ‫شهيدًا في سبع سنوات ونصف فقط للثورة الجزائرية الأخيرة ما بين عام ‪ 5491‬م وعام‬
    ‫‪ 6291‬م ‪ ،‬أمّا مجمل ما قدمه المسلمون في الجزائر في فترة القرن وثلث القرن من‬
   ‫الاحتلال الفرنسي الهمجي فقد جاوز الستة ملايين شهيد إ إ ! (نحسبهم كذلك ولا نزكي‬
     ‫على اللّه أحدًا من عباده )‪ .‬أما الخطيئة الكبرى ‪ ،‬فهي تسمية الاستخراب الفرنسي‬
  ‫"استعمارًا"‪ ،‬فالاستعمار اسم مصدر مشتق من الفعل العربي "استعمر" ويعني عمارة‬

‫الشيء‪ ،‬وفرنسا وغيرها من الدول "الاستخرابية " ما جاءوا ليعفروا‪ ،‬بل جاءوا ليخرِّبوا‬
     ‫البلاد ويقتلوا العباد‪ ،‬ويكفيك أن تعلم أن دعاة الحضارة والتقدم من الفرنسيين حرقوا‬

  ‫كل كتب مكتبة "قسطنطينة " الجزائرية والتي احتوت على مخطوطات نادرة من التراث‬
     ‫الإسلامي الأندلسي ‪ .‬الغرض من ذكر هذه التفاصيل ليس هدفه السرد التاريخي فقط‪-‬‬

    ‫الذي أعتقد أنه مهمٌ أيضًا ‪ -‬وإنما الهدف الحقيقي من ذكر هذه الأحداث التاريخية هو‬
   ‫استخراج العبرة والاستفادة من الدروس لكي نعيد بناء هذه الأمة ونخرجها من حالة‬
   ‫الهزيمة إلى حالة النصر كما حدث في الجزاير‪ ،‬فإذا كان البعض متشائمًا الاَن من حالة‬
   ‫الأمة الإسلامية والوضع الراهن في فلسطين بعد ستين عامًا من الاستخراب الصهيوني‬

    ‫فيها‪ ،‬فإن الوضع في الجزائر كان أسوأ ألف مرة من الوضع القائم في وطني الحبيب‬
   ‫فلسطين ‪ ،‬ولقد استتهلت الجزائر بعد كل هذا الظلم والاضطهاد‪ ،‬وسينال الفلسطينيون‬
   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77