Page 10 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 10

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                                               ‫**‬

‫وھا ھو ذا‪ ،‬جالس ھناك تحت ظل الشجرة الوارفة الملتفة أما داره "بالمدائن" يحدث جلساءه عن‬
‫مغامرته العظمى في سبيل الحقيقة‪ ،‬ويقص عليھم كيف غادر دين قومه الفرس الى المسيحية‪ ،‬ثم الى‬

                                                                                          ‫الاسلام‪..‬‬
        ‫كيف غادر ثراء أبيه الباذخ‪ ،‬ورمى نفسه في أحضان الفاقة‪ ،‬بحثا عن خلاص عقله وروحه‪!!!..‬‬

                                      ‫كيف بيع في سوق الرقيق‪ ،‬وھو في طريق بحثه عن الحقيقة‪..‬؟؟‬
                                        ‫كيف التقى بالرسول عليه الصلاة والسلام‪ ..‬وكيف آمن به‪..‬؟؟‬

                                 ‫تعالوا نقترب من مجلسه الجليل‪ ،‬ونصغ الى النبأ الباھر الذي يرويه‪..‬‬

                                               ‫**‬

                                            ‫]كنت رجلا من أھل أصبھان‪ ،‬من قرية يقال لھا "جي"‪..‬‬
                                                                            ‫وكان أبي دھقان أرضه‪.‬‬

                                                                      ‫وكنت من أحب عباد ﷲ اليه‪..‬‬
                      ‫وقد اجتھدت في المجوسية‪ ،‬حتى كنت قاطن النار التي نوقدھا‪ ،‬ولا نتركھا نخبو‪..‬‬
‫وكان لأبي ضيعة‪ ،‬أرسلني اليھا يوما‪ ،‬فخرجت‪ ،‬فمررت بكنيسة للنصارى‪ ،‬فسمھتھم يصلون‪ ،‬فدخلت‬
‫عليھم أنظر ما يصنعون‪ ،‬فأعجبني ما رأيت من صلاتھم‪ ،‬وقلت لنفسي ھذا خير من ديننا الذي نحن عليه‪،‬‬
        ‫فما برحتھم حتى غابت الشمس‪ ،‬ولا ذھبت الى ضيعة أبي‪ ،‬ولا رجعت اليه حتى بعث في أثري‪...‬‬
                    ‫وسألت النصارى حين أعجبني أمرھم و صلاتھم عن أصل دينھم‪ ،‬فقالوا في الشام‪..‬‬
‫وقلت لأبي حين عدت اليه‪ :‬اني مررت على قوم يصلون في كنيسة لھم فأعجبتني صلاتھم‪ ،‬ورأيت أن‬

                                                                               ‫دينھم خير من ديننا‪..‬‬
                                              ‫فحازرني وحاورته‪ ..‬ثم جعل في رجلي حديدا وحبسني‪..‬‬
‫وأرسلت الى النصارى أخبرھم أني دخلت في دينھم وسألتھم اذا قدم عليھم ركب من الشام‪ ،‬أن يخبروني‬
‫قبل عودتھم اليھا لأرحل الى الشام معھم‪ ،‬وقد فعلوا‪ ،‬فحطمت الحديد وخرجت‪ ،‬وانطلقت معھم الى‬

                                                                                            ‫الشام‪..‬‬
‫وھناك سألت عن عالمھم‪ ،‬فقيل لي ھو الأسقف‪ ،‬صاحب الكنيسة‪ ،‬فأتيته وأخبرته خبري‪ ،‬فأقمت معه‬

                                                                             ‫أخدم‪ ،‬وأصلي وأتعلم‪..‬‬
   ‫وكان ھذا الأسقف رجل سوء في دينه‪ ،‬اذ كان يجمع الصدقات من الانس ليوزعھا‪ ،‬ثم يكتنزھا لنفسه‪.‬‬

                                                                                          ‫ثم مات‪..‬‬
‫وجاءوا بآخر فجعلوه مكانه‪ ،‬فما رأيت رجلا على دينھم خيرا منه‪ ،‬ولا أعظم منه رغبة في الآخرة‪،‬‬

                                                                 ‫وزھدا في الدنيا ودأبا على العبادة‪..‬‬
‫وأحببته حبا ما علمت أني أحببت أحدا مثله قبله‪ ..‬فلما حضر قدره قلت له‪ :‬انه قد حضرك من أمر ﷲ‬

                                                    ‫تعالى ما ترى‪ ،‬فبم تأمرني والى من توصي بي؟؟‬
                       ‫قال‪ :‬أي بني‪ ،‬ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه الا رجلا بالموصل‪..‬‬

                                                                ‫‪10‬‬
   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15