Page 9 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 9
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
**
خلال حفر الخندق كان سلمان يأخذ مكانه مع المسلمين وھم يحفرون ويدأبون ..وكان الرسول عليه
الصلاة والسلام يحمل معوله ويضرب معھم .وفي الرقعة التي يعمل فيھا سلمان مع فريقه وصحبه،
اعترضت معولھم صخور عاتية..
كان سلمان قوي البنية شديد الأسر ،وكانت ضربة واحدة من ساعده الوثيق تفلق الصخر وتنشره
شظايا ،ولكنه وقف أمام ھذه الصخرة عاجزا ..وتواصى عليھا بمن معه جميعا فزادتھم رھقا!!..
وذھب سلمان الى رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم يستأذنه في أن يغيّروا مجرى الحفر تفاديا لتلك
الصخرة العنيدة المتحدية.
وعاد الرسول عليه الصلاة والسلام مع سلمان يعاين بنفسه المكان والصخرة..
وحين رآھا دعا بمعول ،وطلب من أصحابه أن يبتعدوا قليلاعن مرمى الشظايا..
وس ّمى با ،ورفع كلتا يديه الشريفتين القابضتين على المعول في عزم وقوة ،وھوى به على الصخرة،
فاذا بھا تنثلم ،ويخرج من ثنايا صدعھا الكبير وھجا عاليا مضيئا.
ويقول سلمان لقد رأيته يضيء ما بين لا بتيھا ،أي يضيء جوانب المدينة ..وھتف رسول ﷲ صلى ﷲ
عليه وسلم مكبرا:
"ﷲ أكبر..أعطيت مفاتيح فارس ،ولقد أضاء لي منھا قصور الحيرة ،ومدائن كسرى ،وان أمتي ظاھرة
عليھا"..
ثم رفع المعول ،وھوت ضربته الثانية ،فتكررت لظاھرة ،وبرقت الصخرة المتصدعة بوھج مضيء
مرتفع ،وھلل الرسول عليه السلام مكبرا:
"ﷲ أكبر ..أعطيت مفاتيح الروم ،ولقد أضار لي منھا قصورھا الحمراء ،وان أمتيظاھرة عليھا".
ثم ضري ضربته الثالثة فألقت الصخرة سلامھا واستسلامھا ،وأضاء برقھا الشديد الباھر ،وھلل
الرسول وھلل المسلمون معه ..وأنبأھم أنه يبصر الآن قصور سورية وصنعاء وسواھا من مدائن الأرض
التي ستخفق فوقھا راية ﷲ يوما ،وصاح المسلمون في ايمان عظيم:
ھذا ما وعدنا ﷲ ورسوله.ز
وصدق ﷲ ورسوله!!..
كان سلمان صاحب المشورة بحفر الخندق ..وكان صاحب الصخرة التي تفجرت منھا بعض أسرار
الغيب والمصير ،حين استعان عليھا برسول ﷲ صلى ﷲ عيه وسلم ،وكان قائما الى جوار الرسول يرى
الضوء ،ويسمع البشرى ..ولقد عاش حتى رأى البشرى حقيقة يعيشھا ،وواقعا يحياه ،فرأى مداءن
الفرس والروم..
رأى قصور صنعاء وسوريا ومصر والعراق..
رأى جنبات الأرض كلھا تھتز بالدوي المبارك الذي ينطلق من ربا المآذن العالية في كل مكان مشعا أنوار
الھدى والخير!!..
9