Page 160 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 160
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
فقال الرسول لأصحابه :فقّھوا أخاكم في الدين وأقرئه القرآن ،وأطلقوا أسيره!!....
**
خكذا أسلم عمير بن وھب..
ھكذا أسلم شيطان قريش ،وغشيه من نور الرسول والاسلام ما غشيه فاذا ھو في لحظة يتقلب الى
حوار ّي الاسلام!!..
يقول عمر بن الخطاب رضي ﷲ عنه:
" والذي نفسي بيده ،لخنزير كان أح ّب ال ّي من عمير حين طلع علينا..
ولھو اليوم أح ّب ال ّي من بعض ولدي"!!..
**
جلس عمير يف ّكر بعمق في سماحة ھذا الدين ،وفي عظمة ھذا الرسول:
ثم تذكر بلاءه يوم بدر وقتاله.
وتذكر أيامه الخوالي في مكة وھو يكيد للاسلام ويحاربه قبل ھجرة الرسول وصحبه الى المدينة.
ثم ھاھو ذا يجيء اليوم متوشحا سيفه ليقتل به الرسول.
كل ذلك يمحوه في لحظة من الزمان قوله ":لا اله الا ﷲ ،محمد رسول ﷲ"!!..
أيّة سماحة ،وأي صفاء ،وأية ثقة بالنفس يحملھا ھذا الدين العظيم!!..
أھكذا في لحظة يمحو الاسلام كل خطاياه السالفة ،وينسى المسلمون كل جرائره وعداواته السابقة،
ويفتحون له قلوبھم ،ويأخذونه بالأحضان..؟!
أھكذا والسيف الذي جاء معقودا على ش ّر طوية وش ّر جريمة ،لا يزال يلمع أمام أبصارھم ،ينسي ذلك
كله ،ولا يذكر الآن الا أن عميرا باسلامه ،قد أصبح احدا من المسلمين ومن أصحاب الرسول ،له ما
لھم ..وعليه ما عليھم..؟!!!
أھكذا وھو الذي و ّد عمر بن الخطاب منذ لحظتين أن يقتله ،يصبح أحب الى عمر من ولده وبنيه..؟؟؟!!!
اذا كانت لحظة واحدة من الصدق ،تلك التي أعلن فيھا عمر اسلامه ،تحظى من الاسلام بكل ھذا التقدير
والتكريم والمثوبة والاجلال ،فان الاسلام اذن لھو دين عظيم!!..
**
وفي لحظات عرف عمير واجبه تجاه ھذا الدين ..أن يخدمه بقدر ما حاربه ،وان يدعو اليه ،بقدر ما
دعا ض ّده ..وأن يري ﷲ ورسوله ما يحب ﷲ ورسوله من صدق ،وجھاد وطاعة ..وھكذا أقبل على
رسول ﷲ ذات يوم ،قائلا:
" يا رسول ﷲ :انب كنت جاھدا على اطفاء نور ﷲ ،شديد الأذى لمن كان على دين ﷲ عز وجل ،واني
أحب أن تأذن لي فأقدم مكة ،فأدعوھم الى ﷲ تعالى ،والى رسوله ،والى الاسلام ،لع ّل ﷲ يھيدھم ،والا
آذيتھم في دينھم كما كنت أوذي أصحابك في دينھم"..
160