Page 158 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 158
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
" ان شئتم جالدت بكم حتى يموت الأعجل منا ،وان شئتم أخذت لكم أمانا..:
واختار جنوده الأمر الثاني ،فأخذ لھم الامام من معاوية الذي ملأ الحبور نفسه حين رأى مقاديره تريحه
من أقوى خصومه شكيمة وأخطرھم عاقبة...
وفي المدينة المن ّورة ،عام تسع وخمسين ،مات الداھية الذي ر ّوض الاسلام دھاءه..
مات الرجل الذي كان يقول:
لولا أني سمعت رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ب\يقول:
" المكر والخديعة في النار ،لكنت من أمكر ھذه الأمة"..
أجل ..ومات تاركا وراءه عبير رجل أمين على كل ما للاسلام عنده من ذ ّمة ،وعھد وميثاق...
عمير بن وھب
شيطان الجاھلية ،وحوار ّي الاسلام
في يوم بدر ،كان واحدا من قادة قريش الذين حملوا سيوفھم ليجھزوا على الاسلام.
وكان حديد البصر ،محكم التقدير ،ومن ثم ندبه قومه ليستطلع لھم عدد المسلمين الذين خرجوا مع
الرسول للقائھم ،ولينظر ان كان لھم من وزرائھم كمين أو مدد..
وانطلق عمير بن وھب الجمح ّي وصال بفرسه حول معسكر المسلمين ،ثم رجع يقول لقومه ":انھم
ثلاثمائة رجل ،يزيدون قليلا أ ،ينقصون" وكان حدسه صحيحا.
وسألوه :ھل وراءھم امتداد لھم؟؟ فأجابھم قائلا:
" لم أجد وراءھم شيءا ..ولكن يا معشر قريش ،رأيت المطايا تحمل الموت الناقع ..قوم ليس معھم منعة
ولا ملجأ الا سيوفھم..
" وﷲ ما أرى أن يقتل رجل منھم حتى يقتل رجل منكم ،فاذا أصابوا منكم مثل عددھم ،فما خير العيش
بعد ذلك..؟؟
" فانظروا رأيكم"..
وتأثر بقوله ورأيه نفر من زعماء قريش ،وكادوا يجمعون رجالھم ويعودون الى مكة بغير قتال ،لولا أبي
جھل الذي أفسد عليھم رأيھم ،وأضرم في النفوس نار الحقد ،ونار الحربو التي كان ھو أول قتلاھا..
**
كان أھل مكة يلقبونه بـ شيطان قريش..
ولقد أبلى شيطان قريش يوم بدر بلاء لم يغن قومه شيئا ،فعادت قوات قريش الى مكة مھزومة مدحورة،
وخلّف عمير بن وھب في المدينة بضعة منه ..اذ وقع ابنه في أيدي المسلمين أسيرا..
وذات يوم ض ّمه مجلس ابن ع ّمه صفوان بن أميّة ..وكان صفوان يمضغ أحقاده في مرارة قاتلة ،فان أباه
أميّة بن خلف قد لقي مصرعه في بدر وسكنت عظامه القليب.
جلس صفوان وعمير يجت ّران أحقادھما..
158