Page 154 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 154
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
ل غامر يسيل بين الجبال أجواد..؟ فأنت أجود من سي
وسمعھا عمر فازداد قلبه خفقا ..ودمعه دفقا ..وقال:
" صدقت..
وﷲ ان كان لكذلك".
وثوى البطل في مرقده..
ووقف أصحابه في خشوع ،والدنيا من حولھم ھاجعة ،خاشعة ،صامتة..
لم يقطع الصمت المھيب سوى صھيل فرس جاءت تركض بعد أن خلعت رسنھا ،وقطعت شوارع المدينة
وثبا وراء جثمان صاحبھا ،يقودھا عبيره وأريجه..
واذ بلغت الجمع الصامت والقبر الرطب لوت برأسھا كالراية ،وصھيلھا يصدح ..تماما مثلما كانت
تصنع والبطل فوق ظھرھا ،يھ ّد عروش فارس والروم ،ويشفي وساوس الوثنية والبغي ،ويزيح من
طريق الاسلام كل قوى التقھقر والشرك...
وراحت وعيناھا على القبر لا تزيغان تعلو برأسھا وتھبط ،مل ّوحة لسيدھا وبطلھا مؤدية له تحية
الوداع!!..
ثم مقفت ساكنة ورأسھا مرتفع ..وجبھتھا عالية ..ولكن من آقيھا تسيل دموع غزار وكبار!!..
لقد وقفھا خالد مع سلاحه في سبيل ﷲ..
ولكن ھل سيقدر فارس على أن يمتطي صھوتھا بعد خالد..؟؟
وھل ستذلل ظھرھا لأحد سواه..؟؟
ايه يا بطل كل نصر..
ويا فجر كل ليلة..
لقد كنت تعلو بروح جيشك على أھوال الزحف بقولك لجندك:
" عند الصباح يحمد القوم السرى"..
حتى ذھبت عنك مثلا..
وھأنتذا ،قد أتممت مسراك..
فلصباحك الحمد أبا سليمان!!..
ولذكراك المجد ،والعطر ،والخلد ،يا خالد!!..
ودعنا ..نردد مع أمير المؤمنين عمر كلماته العذاب الرطاب التي و ّدعك بھا ورثاك:
" رحم ﷲ أبا سليمان
ما عند ﷲ خير مما كان فيه
ولقد عاش حميدا
ومات سعيدا
قيس بن سعد بن عبادة
أدھى العرب ،لولا الاسلام
154