Page 149 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 149

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

 ‫ومن بين لوحات الفداء الباھرة التي رسمتھا عزمات مقدرة‪ ،‬تلك اللوحة الفذة‪ ..‬لوحة تحمل صورة خالد‬
     ‫بن الوليد على رأس مائة لا غير من جنده‪ ،‬ينق ّضون على ميسرة الروم وعددھا أربعون ألف جندي‪،‬‬
                                                                  ‫وخالد يصيح في المائة الذين معه‪:‬‬
                                  ‫" والذي نفسي بيده ما بقي مع الروم من الصبر والجلد الا ما رأيتم‪.‬‬
                                                                ‫واني لأرجو أن يمنحكم ﷲ أكتافھم"‪.‬‬
                                                    ‫مائة يخوضون في أربعين ألف‪ ..‬ثم ينتصرون‪!!..‬‬
                                                                                  ‫ولكن أي عجب؟؟‬
                                                       ‫أليس مالء قلوبھم ايمان با العلي الكبير‪..‬؟؟‬
                                               ‫وايمان برسوله الصادق الأمين صلى ﷲ عليه وسلم؟؟‬
                                              ‫وايمان بقضية ھي أكثر قضايا الحياة برا‪ ،‬وھدى ونبلا؟‬

     ‫وأليس خليفتھم الصديق رضي ﷲ عنه‪ ،‬ھذا الذي ترتفع راياته فوق الدنيا‪ ،‬بينما ھو في المدينة‘‬
                  ‫العاصمة الجديدة للعالم الجديد‪ ،‬يحلب بيده شياه الأيامى‪ ،‬ويعجن بيده خبز اليتامى‪..‬؟؟‬

‫وأليس قائدھم خالد بن الوليد ترياق وساوس التجبر‪ ،‬والصفلف‪ ،‬والبغي‪ ،‬والعدوان‪ ،‬وسيف ﷲ المسلول‬
                                                               ‫على قوى التخلّف والتعفّن والشرك؟؟‬
                                                                                ‫أليس ذلك‪ ،‬كذلك‪..‬؟‬
                                                                           ‫اذن‪ ،‬ھبي رياح النصر‪...‬‬
                                                                  ‫ھبّي قويّة عزيزة‪ ،‬ظافرة‪ ،‬قاھرة‪...‬‬

                                               ‫**‬

‫لقد بھرت عبقرية خالد ق ّواد الروم وأمراء جيشھم‪ ،‬مما حمل أحدھم‪ ،‬واسمه جرجح على أن يدعو خالدا‬
                                                      ‫للبروز اليه في احدى فترات الراحة بين القتال‪.‬‬

                                             ‫وحين يلتقيان‪ ،‬يوجه القائد الرومي حديثه الى خالد قائلا‪:‬‬
                                                   ‫" يا خالد‪ ،‬أصدقني ولا تكذبني فان الح ّر لا يكذب‪..‬‬

                    ‫ھل أنزل على نبيّكم سيفا من السماء فأعطاك ايّاه‪ ،‬فلا تسلّه على أحد الا ھزمته"؟؟‬
                                                                                      ‫قال خالد‪ :‬لا‪..‬‬
                                                                                        ‫قال الرجل‪:‬‬

                                                                              ‫فبم سميّت يبف ﷲ"؟‬
‫قال خالد‪ :‬ان ﷲ بعث فينا نبيه‪ ،‬فمنا من ص ّدقه ومنا من ك ّذب‪.‬ز وكنت فيمن ك ّذب حتى أخ ذ ﷲ قلوبن ا ال ى‬

                                                                   ‫الاسلام‪ ،‬وھدانا برسوله فبايعناه‪..‬‬
                      ‫فدعا لي الرسول‪ ،‬وقال لي‪ :‬أنت سيف من سيوف ﷲ‪ ،‬فھكذا سميّت‪ ..‬سيف ﷲ"‪.‬‬

                                                                  ‫قال القائد الرومي‪ :‬والام تدعون‪..‬؟‬
                                                                                         ‫قال خالد‪:‬‬

                                                                       ‫الى توحيد ﷲ‪ ،‬والى الاسلام‪.‬‬
                                                                                              ‫قال‪:‬‬

                                                               ‫‪149‬‬
   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154