Page 150 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 150
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
ھل لمن يدخل في الاسلام اليوم مثل ما لكممن المثوبة والأجر؟
قال خالد :نعم وأفضل..
قال الرجل :كيف وقد سبقتموه..؟
قال خالد:
لقد عشنا مع رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ،ورأينا آياته ومعجزاته وحق لمن رأى م ا رأين ا ،وس مع م ا
سمعنا أن يسلم في يسر..
أما أنتم ي ا م ن ل م ت روه ول م تس معوه ،ث م آمن تم بالغي ب ،ف ان أج ركم أج زل وأكب ر اا ص دقتم ﷲ س رائركم
ونواياكم.
وصاح القائد الرومي ،وقد دفع جواده الى ناحية خالد ،ووقف بجواره:
علمني الاسلام يا خالد""!!!.
وأس لم وص لى ركعت ين ع ز وج ل ..ل م يص ّل س واھما ،فق د اس تأنف الجيش ان القت ال ..وقات ل جرج ه
الروماني في صفوف المسلمين مستيتا في طلب لبشھادة حتى نالھا وظفر بھا!!..
وبعد ،فھا نحن أولاء نواجه العظمة الانسانية في مشھد من أبھى مش اھدھا ..اذ ك ان خال د يق ود جي وش
المسلمين في ھذه المعركة الضارية ،ويست ّل النصر من بين أنياب ال روم اس تلالا ف ذا ،بق در م ا ھ و مض ن
ورھيب ،واذا به يفاجأ بالبريد القادم من المدين ة م ن الخليق ة الجدي د ،أمي ر الم ؤمنين عم ر ب ن الخط اب..
وفيه تحيّة الفاروق للجيش المسلم ،نعيه خليفة رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي ﷲ
عنه ،وتولية أبي عبيدة بن الج ّراح مكانه..
قرأ خالد الكتاب ،وھمھم بابتھالات التر ّحم على ابي بكر والتوفيق لعمر..
ثم طلب من حامل الكتاب ألا يبوح لأحد بما فيه وألزمه مكانه أمره ألا يغادره ،وألا يتصل بأحد.
استأنف قيادته للمعركة مخفيا موت أبي بكر ،وأوامر عمر حتى يتحقق النصر الذي بات وشيكا وقريبا..
ودقّت ساعة الظفر ،واندحر الروم..
وتق ّدم البطل من أبي عبيدة مؤديا اليه تحيّة الجندي لقائده ...وظنھا أبو عبي دة ف ي أول الأم ر دعاب ة م ن
دعابات القائد الذي حققق نصرا لم يكن في السحبان ..بيد أنه ما فتئ أن رآھا حقيقة وج ّدا ،فقبّل خالد بين
عينيه ،وراح يطري عظمة نفسه وسجاياه..
وث ّمت رواية تاريخية أخرى ،تقول :ان الكتاب أرسل من أمير المؤمنين عمر ال ى أب ي عبي دة ،وك تم أب و
عبيدة النبأ عن خالد حتى انتھت المعركة..
وسواء كان الأمر ھذا أو ذاك ،فان مسلك خالد ف ي كلت ا الح التين ھ و ال ذي يعنين ا ..ولق د ك ان مس لكا ب الغ
الروعة والعظمة والجلال..
ولا أعرف في حياة خالد كلھا موقفا ينبئ باخلاصه العميق وصدقه الوثيق ،مثل ھذا الموقف...
فسواء عليه أن يكون أميرا ،أو جنديا..
ان الامارة كالجندي ة ،كلاھم ا س بب ي ؤدي ب ه واجب ه نح و ﷲ ال ذي آم ن ب ه ،ونح و الرس ول ال ذي بايع ه،
ونحو الدين الذي اعتنقه وسار تحت رايته..
150