Page 169 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 169
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
**
واذاكان ھذا أحد وجھي العبادة عند أبي الدرداء ،فان وجھھا الآخر ھو العلم والمعرفة..
ان أبا الدرداء يق ّدس العلم تقديسا بعيدا ..يق ّدسه كحكيم ،ويق ّدسه كعابد فيقول:
" لا يكون أحدكم تقيا جتى يكون عالما..
ولن يكون بالعلم جميلا ،حتى يكون به عاملا".
أجل..
فالعلم عنده فھم ،وسلوك ..معرفة ،ومنھج ..فكرة حياة..
ولأن تقديسه ھذا تقديس رجل حكيم ،نراه ينادي بأن العلم كالمتعلم كلاھما سواء في الفضل ،والمكانة،
والمثوبة..
ويرى أن عظمة الحياة منوطة بالعلم الخيّر قبل أي شيء سواه..
ھا ھو ذا يقول:
" مالي أرى العلماء كم يذھبون ،وج ّھالكم لا يتعلمون؟؟ ألا ان معلّم الخير والمتعلّم في الأجر سواء ..ولا
خير في سائر الناس بعدھما"..
ويقول أيضا:
" الناس ثلاثة..
عالم..
ومتعلم..
والثالث ھمج لا خير فيه".
وكما رأينا من قبل ،لا ينفصل العلم في حكمة أبي الدرداء رضي ﷲ عنه عن العمل.
يقول:
" ان أخشى ما أخشاه على نفسي أن يقال لي يوم القيامة على رؤوس الخلائق :يا عويمر ،ھل علمت؟؟
فأقول نعم..
فيقال لي :فماذا عملت فيما علمت"..؟
وكان يج ّل العلماء العاملين ويوقرھم توقيرا كبيرا ،بل كان يدعو ربّه ويقول:
" اللھم اني أعوذ بك أن تلعنني قلوب العلماء"..
قيل له:
وكيف تلعنك قلوبھم؟
قال رضي ﷲ عنه:
" تكرھني"!..
أرأيتم؟؟
انه يرى في كراھيّة العالم لعنة لا يطيقھا ..ومن ث ّم فھو يضرع الى ربه أن يعيذه منھا..
169