Page 172 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 172
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وكان ايمانه با وبرسوله وبدينه ايمانا وثيقا ،ولم يتخلّف عن رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم في مشھد
ولا في غزاة.
وفي كل مشھد لم يكن يبحث عن النصر ،بقدر ما يبحث عن الشھادة!..
يوم أحد ،حين حمي القتال بين المسلمين والمشركين والمؤمنين .راح زيد بن الخطاب يضرب ويضرب..
وأبصره أخوه عمر بن الخطّاب ،وقد سقط درعه عنه ،وأصبح أدنى منالا للأعداء ،فصاح به عمر.
" خذ درعي يا زيد فقاتل بھا"..
فأجابه زيد:
" اني أريد من الشھادة ما تريد يا عمر"!!!..
وظل يقاتل بغير درع في فدائية باھرة ،واستبسال عظيم.
**
قلنا انه رضي ﷲ عنه ،كان يتح ّرق شوقا للقاء ال ّر ّجال متمنيّا أن يكون الاجھاز على حياته الخبيثة من
حظه وحده ..فال ّر ّجال في رأي زيد ،لم يكن مرت ّدا فحسب ..بل كان ك ّذابا منافقا ،وصوليا.
لم يرت ّد عن اقتناع ..بل عن وصولية حقيرة ،ونفاق يغيض ھزيل.
وزيد في بغضه النفاق والكذب ،كأخيه عمر تماما!..
كلاھما لا يثير اشمئزازه ،ولا يستجسش بغضاءه ،مثل النفاق الذي تزجيه النفعيّة الھابطة ،والأغراض
الدنيئة.
ومن أجل تلك الأغراض المنح ّطة ،لعب ال ّر ّجال دوره الآثم ،فأربى عدد الملتفين حول مسيلمة ارباء
فاحشا ،وھو بھذا يق ّدم بيديه الى الموت والھلاك أعدادا كثيرة ستلاقي حتفھا في معارك الر ّدة..
أضلّھا أولا ،وأھلكھا أخيرا ..وفي سبيل ماذا..؟ في سبيل أطماع لئيمة زيّنتھا له نفسه ،وزخرفھا له
ھواه ،ولقد أع ّد زيد نفسه ليختم حياته المؤمنة بمحق ھذه الفتنة ،لا في شخص مسيلمة بل في شخص
من ھو أكبر من خطرا ،وأش ّد جرما ال ّر ّجال بن عنفوة.
**
وبدأ يوم اليمامة مكھ ّرا شاحبا.
وجمع خالد بن الوليد جيش الاسلام ،ووزعه على مواقعه ودفع لواء الجيش الى من..؟؟
الى زيد بن الخطّاب.
وقاتل بنو حنيفة أتباع مسيلمة قتالا مستميتا ضاريا..
ومالت المعركة في بدايتھا على المسلمين ،وسقط منھم شھداء كثيرون.
ورأى زيد مشاعر الفزع تراود بعض أفئدة المسلمين ،فعلا ربوة ھناك ،وصاح في اخوانه:
" أيھا الناس ..عضوا على أضراسكم ،واضربوا في عد ّوكم ،وامضوا قدما ..وﷲ لا أتكلم حتى يھزمھم
ﷲ ،أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي"!!..
ونزل من فوق الربوة ،عا ّضا على أضراسه ،زا ّما شفتيه لا يح ّرك لسانه بھمس.
172