Page 177 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 177
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
فاذا قضى حق ربه ،راح يضرب في الأرض ،ويبتغي من فضل ﷲ من ّميا تجارته الرابحة ،وأعماله
الناجحة.
فقد كان طلحة رضي ﷲ عته من أكثر المسلمين ثراء ،وأنماھم ثروة..
وكانت ثروته كلھا في خدمة الدين الذي حمل مع رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم رايته...
كان ينفق منھا بغير حساب..
وكان اله ين ّميھا له بغير حساب!
لقد لقّبه رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم بـ طلحة الخير ،وطلحة الجود ،وطلحة الفيّاض اطراء لجوده
المفيض.
وما أكثر ما كان يخرج من ثروته مرة واحدة ،فاذا ﷲ الكريم يردھا اليه مضاعفة.
تح ّدثنا زوجته سعدى بنت عوف فتقول:
" دخلت على طلحة يوما فرأيته مھموما ،فسألته ما شانك..؟
فقال المال الذي عندي ..قد كثر حتى أھ ّمني وأكربني..
وقلت له ما عليك ..اقسمه..
فقام ودعا الناس ،واخذ يقسمه عليھم حتى ما بقي منه درھم"...
وم ّرة أخرى باع أرضا له بثمن مرتفع ،ونظر الى كومة المال ففاضت عيناه من الدمع ثم قال:
" ان رجلا تبيت ھذه الأموال في بيته لا يدري ما يطرق من أمر ،لمغرور با "...
ثم دعا بعض أصحابه وحمل معھم أمواله ھذه ،ومضى في شوارع المدينة وبيوتھا يوزعھا ،حتى أسحر
وما عنده منھا درھم!!..
ويصف جابر بن عبدﷲ جود طلحة فيقول:
" ما رأيت أحد اعطى لجزيل مال من غير مسألة ،من طلحة بن عبيد ﷲ".وكان أكثر الناس ب ّرا بأھله
وبأقربائه ،فكان يعولھم جميعا على كثرتھم..
وقد قيل عنه في ذلك:
" ..كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مؤنته ،ومؤنة عياله..
وكان يزوج أيامھم ،ويخدم عائلھم ،ويقضي دين غارمھم"..
ويقول السائب بن زيد:
" صجبت طلحة بن عبيدﷲ في السفر والحضر فما وجدت أحدا ،أع ّم سخاء على الدرھم ،والثوب
والطعام من طلحة"!!..
وتنشب الفتنة المعروفة في خلافة عثمان رضي ﷲ عنه..
ويؤيد طلحة حجة المعارضين لعثمان ،ويزكي معظمھم فيما كانوا ينشدونه من تغيير واصلاح..
أكان بموقفه ھذا ،يدعو الى قتل عثمان ،أو يرضى به..؟؟ كلا...
ولو كان يعلم أن الفتنة ستتداعى حتى تتفجر آخر الأمر حقدا مخبولا ،ينفس عن نفسه في تلك الجناية
البشعة التي ذھب ضحيتھا ذو النورين عثمان رضي ﷲ عنه..
177