Page 180 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 180
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
" اني لأرجو أن أكون أنا ،وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال ﷲ فيھم) :ونزعنا ما صدورھم من غ ّل
اخوانا على سرر متقابلين("..
ثم ض ّم قبريھما بنظراته الحانية الصافية الآسية وقال:
" سمعت أذناي ھاتان رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم يقول:
" طلحة والزبير ،جاراي في الجنّة"...
الزبير بن الع ّوام
حوار ّي رسول ﷲ
لا يجيء ذكر طلحة الا ويذكر الزبير معه..
ولا يجيء ذكر الزبير الا ويذكر طلحة معه..
فحين كان الرسول عليه الصلاة والسلام يؤاخي بين أصحابه في مكة قبل الھجرة ،آخى بين طلحة
والزبير.
وطالما كان عليه السلام يتحدث عنھما معا ..مثل قوله:
" طلحة والزبير جاراي في الجنة".
وكلاھما يجتمع مع الرسول في القرابة والنسب.
أما طلحة ،فيجتمع في نسبه مع الرسول في مرة بن كعب.
وأما الزبير ،فيلتقي في نسبه مع الرسول في ق ّصي بن كلاّب كما أن أمه صفية عمة الرسول صلى ﷲ
عليه وسلم..
وكل منھما طلحة والزبير كان أكثر الناس شبھا بالآخر في مقادير الحياة..
فالتماثل بينھما كبير ،في النشأة ،في الثراء ،في السخاء ،في قوة الدين ،في روعة الشجاعة ،وكلاھما
من المسلمين المبكرين باسلامھم...
ومن العشرة الذين ب ّشرھم الرسول بالجتة .ومن أصحاب الشورى الستة الذين و ّكل اليھم عمر اختيار
الخليفة من بعده.
وحتى مصيرھما كان كامل التماثل ..بل كان مصيرا واحدا.
**
ولقد أسلم الزبير ،اسلاما مبكرا ،اذ كان واحدا من السبعة الأوائل الذين سارعوا الى الاسلام ،وأسھموا
في طليعته المباركة في دار الأرقم..
وكان عمره يومئذ خمس عشر سنة ..وھكذا رزق الھدى والنور والخير صبيا..
ولقد كان فارسا ومقداما منذ صباه .حتى ان المؤرخين ليذكرون أن أول سيف شھر في الاسلام كان سيف
الزبير.
ففي الأيام الأولى للاسلام ،والمسلمون يومئذ قلة يستخفون في دار الأرقم ..سرت اشاعة ذات يوم أن
الرسول قتل ..فما كان من الزبير الا أن است ّل سيفه وامتشقه ،وسار في شوارع مكة ،على حداثة سنه
كالاعصار!..
180