Page 181 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 181

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

 ‫ذھب أولا يتبيّن الخبر‪ ،‬معتزما ان ما ألفاه صحيحا أن يعمل سيفه في رقاب قريش كلھا حتى يظفربھم أو‬
                                                                                       ‫يظفروا به‪..‬‬

  ‫وفي أعلى مكة لقيه رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم‪ ،‬فسأله ماذا به‪....‬؟ فأنھى اليه الزبير النبأ‪ ..‬فصلى‬
                                                     ‫عليه الرسول‪ ،‬ودعا له بالخير‪ ،‬ولسيفه بالغلب‪.‬‬

                    ‫وعلى الرغم من شرف الزبير في قومه فقد حمل حظه من اضطھاد قريش وعذابھا‪.‬‬
‫وكان الذي تولى تعذيبع عمه‪ ..‬كان يلفه في حصير‪ ،‬ويدخن عليه بالنار كي تزھق أنفاسه‪ ،‬ويناديه وھو‬

                                            ‫تحت وطأة العذاب‪ ":‬أكفر برب محمد‪ ،‬أدرأ عنك العذاب"‪.‬‬
       ‫فيجيبه الزبير الذي لم يكن يوم ذاك أكثر من فتى ناشئ‪ ،‬غ ّض العظام‪ ..‬يجيب عمه في تح ّد رھب‪:‬‬

                                                                                             ‫" لا‪..‬‬
                                                                          ‫وﷲ لا أعود لكفر أبدا"‪...‬‬
   ‫ويھاجر الزبير الى الحبشة‪ ،‬الھجرتين الأولى والثانية‪ ،‬ثم يعود ليشھد المشاھد كلھا مع رسول ﷲ‪ .‬لا‬
                                                                           ‫تفتقده غزوة ولا معركة‪.‬‬

     ‫وما أكثر الطعنات التي تلقاھا جسده واحتفظ بھا بعد اندمال جراحاتھا‪ ،‬أوسمة تحكي بطولة الزبير‬
                                                                                       ‫وأمجاده‪!!..‬‬

             ‫ولنصغ لواحد من الصحابة رأى تلك الأوسمة التي تزدحم على جسده‪ ،‬يحدثنا عنھا فيقول‪:‬‬
    ‫" صحبت الزبير بن الع ّوام في بعض أسفاره ورأيت جسده‪ ،‬فرأيته مج ّذعا بالسيوف‪ ،‬وان في صدره‬

                                                            ‫لأمثال العيون الغائرة من الطعن والرمي‪.‬‬
                                                 ‫فقلت له‪ :‬وﷲ لقد شھدت بجسمك ما لم أره بأحد قط‪.‬‬
                                   ‫فقال لي‪ :‬أم وﷲ ما منھا جراحة الا مع رسول ﷲ وفي سبيل ﷲ"‪..‬‬
      ‫وفي غزوة أحد بعد أن انقلب جيش قريش راجعا الى مكةو ندبه الرسول ھو وأبو بكر لتعقب جيش‬
     ‫قريش ومطاردته حتى يروا أن المسلمين قوة فلا يفكروا في الرجوع الى المدينة واستئناف القتال‪..‬‬

    ‫وقاد أبو بكر والزبير سبعين من المسلمين‪ ،‬وعلى الرغم من أنھم كانوا يتعقبون جيشا منتصرا فان‬
‫اللباقة الحربية التي استخدمھا الصديق والزبير‪ ،‬جعلت قريشا تظن أنھا أساءت تقدير خسائر المسلمين‪،‬‬

    ‫وجعلتھا تحسب أن ھذه الطليعة القوية التي أجاد الزبير مع الصديق ابراز قوتھا‪ ،‬وما ھي الا مقدمة‬
     ‫لجيش الرسول الذي يبدو أنه قادم ليشن مطاردة رھيبة فأغ ّذت قريش سيرھا‪ ،‬وأسرعت خطاھا الى‬

                                                                                           ‫مكة‪!!..‬‬

‫ويوم اليرموك كان الزبير جيشا وحده‪ ..‬فحين رأى أكثر المقاتلين الذين كان على رأسھم يتقھقرون أمام‬
  ‫جبال الروم الزاحفة‪ ،‬صاح ھو" ﷲ أكبر"‪ ..‬واخترق تلك الجبال الزاحفة وحده‪ ،‬ضاربا بسيفه‪ ..‬ثم قفل‬
                    ‫راجعا وسط الصفوف الرھيبة ذاتھا‪ ،‬وسيف يتوھج في يمينه لا يكبو‪ ،‬ولا يحبو‪!!..‬‬
                         ‫وكان رضي ﷲ عنه شديد الولع بالشھادة‪ ،‬عظيم الغرام بالموت في سبيل ﷲ‪.‬‬
                                                                                       ‫وكان يقول‪:‬‬
                      ‫" ان طلحة بن عبيد ﷲ يسمي بنيه بأسماء الأنبياء‪ ،‬وقد علم ألا نبي بعد محمد‪...‬‬
                                              ‫واني لأسمي بن ّي بأسماء الشھداء لعلھم يستشھدون"‪!.‬‬

                                                               ‫‪181‬‬
   176   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186