Page 182 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 182

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                        ‫وھكذا سمى ولده‪ ،‬عبدﷲ بن الزبير تيمنا بالصحابي الشھيد عبدﷲ بن جحش‪.‬‬
                                                 ‫وسمى ولده المنذر‪ ،‬تيمنا بالشھيد المنذر بن عمرو‪.‬‬
                                                        ‫وسمى عروة تيمنا بالشھيد عروة بن عمرو‪.‬‬

                                 ‫وسمى حمزة تيمنا بالشھيد الجليل عم الرسول حمزة بن عبدالمطلب‪.‬‬
                                              ‫وس ّمى جعفر‪ ،‬تيمنا بالشھيد الكبير جعفر بن أبي طالب‪.‬‬
                                                      ‫وسمى مصعبا تيمنا بالشھيد مصعب بن عمير‪.‬‬
                                                 ‫وسمى خالد تيمنا بالصحابي الشھيد خالد بن سعيد‪..‬‬

                  ‫وھكذا راح يختار لأبنائه أسماء الشھداء‪ .‬راجيا أن يكونوا يوم تأتيھم آجالھم شھداء‪.‬‬
                                                                              ‫ولقد قيل في تاريخه‪:‬‬

                       ‫" انه ما ولي امارة فط‪ ،‬ولا جباية‪ ،‬ولا خراجا ولا شيئا الا الغزو في سبيل ﷲ"‪.‬‬
                    ‫وكانت ميزته كمقاتل‪ ،‬تتمثل في في اعتماده التام على نفسه‪ ،‬وفي ثقته التامة بھا‪.‬‬
‫فلو كان يشاركه في القتال مائة ألف‪ ،‬لرأيته يقاتل وحده في لمعركة‪ ..‬وكأن مسؤولية القتال والنصر تقع‬

                                                                                 ‫على كاھله وحده‪.‬‬
                                            ‫وكان فضيلته كمقاتل‪ ،‬تتمثل في الثبات‪ ،‬وقوة الأعصاب‪..‬‬
      ‫رأى مشھد خاله حمزة يوم أحد وقد كثّل المشركون بجثمانه القتيل في قسوة‪ ،‬فوقف أمامه كالطود‬
 ‫ضاغطا على أسنانه‪ ،‬وضاغطا على قبضة سيفه‪ ،‬لا يفكر الا في ثأر رھيب سرعان ما جاء الوحي ينھى‬

                                                       ‫الرسول والمسلمين عن مج ّرد التفكير فيه‪!!..‬‬
  ‫وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا أرسله الرسول صلى ﷲ عليه وسلم مع علي ابن أبي‬

                                                ‫طالب‪ ،‬فوقف أمام الحصن المنيع يردد مع علي قوله‪:‬‬
                                           ‫" وﷲ لنذوق ّن ما ذاق حمزة‪ ،‬أو لنفتح ّن عليھم حصنھم"‪..‬‬

                                                           ‫ثم ألقيا بنفسيھما وحيدين داخل الحصن‪..‬‬
      ‫وبقوة أعصاب مذھلة‪ ،‬أحكما انزال الرعب في أفئدة المتحصنين داخله وفتحا أبوابه للمسلمين‪!!..‬‬
 ‫ويوم حنين أبصر مالك بن عوف زعيم ھوزان وقائد جيش الشرك في تلك الغزوة‪ ..‬أبصره بعد ھزيمتھم‬
    ‫في حنين واقفا وسط فيلق من أصحابه‪ ،‬وبقايا جيشه المنھزم‪ ،‬فاقتحم حشدھم وحده‪ ،‬وشتت شملھم‬
‫وحده‪ ،‬وأزاحھم عن المكمن الذي كانوا يتربصون فيه ببعض زعماء المسلمين‪ ،‬العائدين من المعركة‪!!..‬‬

                                               ‫**‬

                                                   ‫ولقد كان حظه من حب الرسول وتقديره عظيما‪..‬‬
                                                ‫وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يباھي به ويقول‪:‬‬
                                                 ‫" ان لكل نبي حواريا وحواريي الزبير ن الع ّوام"‪..‬‬
‫ذلك أنه لم يكن ابن عمته وحسب‪ ،‬ولا زوج أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين‪ ،‬بل كان ذلك الوفي القوي‪،‬‬
                               ‫والشجاع الأب ّي‪ ،‬والج ّواد السخ ّي‪ ،‬والبائع نفسه وماله رب العالمين‪:‬‬

                                                          ‫ولقد أجاد حسان بن ثابت وصفه حين قال‪:‬‬
                                                                         ‫أقام على عھد النبي وھديه‬

                                                 ‫حواريّه والقول بالفعل يعدل‬

                                                               ‫‪182‬‬
   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186   187