Page 185 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 185
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وكان من بين المشركين الذين وقعوا في طريقه ابّان المعركة فصرعھم بسيفه الحارث بن عمرو بن
نوفل.
وبعد انتھاء المعركة ،وعودة البقايا المھزومة من قريش الى مكة عرف بنو الحارث مصرع أبيھم،
وحفظوا جيدا اسم المسلم الذي صرعه في المعركة :خبيب بن عد ّي!!..
**
وعاد المسلمون من بدر الى المدينة ،يثابرون على بناء مجتمعھم الجديد..
وكان خبيب عابدا ،وناسكا ،يحمل بين جبينه طبيعة الناسكين ،وشوق العابدين..
ھناك أقبل على العبادة بروح عاشق ..يقوم الليل ،ويصوم الناھر ،ويق ّدس رب العالمين..
**
وذات يوم أراد الرسول صلوات ﷲ وسلامه عليه أن يبلو سرائر قريش ،ويتبيّن ما ترامى اليه من
تح ّركاتھا ،واستعدادھا لغزو جديد ..فاھتار من أصحابه عشرة رجال ..من بينھم خبيب وجعل أميرھم
عاصم بن ثابت.
وانطلق الركب الى غايته حتى اذا بلغوا مكانا بين عسفان ومكة ،نمي خبرھم الى ح ّي من ھذيل يقال لھم
بنو حيّان فسارعوا اليھم بمائة رجل من أمھر رماتھم ،وراحوا يتعقبونھم ،ويقتفون آثارھم..
وكادوا يزيغون عنھم ،لولا أن أبصر أحدھم بعض نوى التمر ساقطا على الرمال ..فتناول بعض ھذا
النوى وتأمله بما كان للعرب من فراسة عجيبة ،ثم صاح في الذين معه:
" انه نوى يثرب ،فلنتبعه حتى يدلنا عليھم"..
وساروا مع النوى المبثوث على الأرض ،حتى أبصروا على البعد ضالتھم التي ينشدون..
وأحس عاصم أمير العشرة أنھم يطاردون ،فدعا أصحابه الى صعود قمة عالية على رأس جبل..
واقترب الرماة المائة ،وأحاطوا بھم عند سفح الجبلو وأحكموا حولھم الحصار..
ودعوھم لتسليم أنفسھم بعد أن أعطوھم موثقا ألا ينالھم منھم سوء.
والتفت العشرة الى أميرھم عاصم بن ثابت الأنصاري رضي ﷲ عنھم أجمعين.
وانتظروا بما يأمر..
فاذا ھو يقول ":أما أنا ،فوﷲ لا أنزل في ذ ّمة مشرك..
اللھم أخبر عنا نبيك"..
وشرع الرماة المائة يرمونھم بالنبال ..فأصيب أميرھم عاصم واستشھد ،وأصيب معه سبعة
واستشھدوا..
ونادوا الباقين ،أ ّن لھم العھد والميثاق اذا ھم نزلوا.
فنزل الثلاثة :خباب بن عد ّي وصاحباه..
واقترب الرماة من خبيب وصاحبه زيد بن ال ّدثنّة فأطلقوا قسيّھم ،وبرطوھما بھا..
185