Page 189 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 189

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                     ‫لقد تحدثنا عنه في كتابنا ھذا‪ ،‬ورأينا من زھده وترفعه‪ ،‬ومن ورعه العجب كله‪..‬‬
   ‫وھا نحن أولاء‪ ،‬نلتقي على ھذه الصفات بأخ له‪ ،‬بل توأم‪ ،‬في الورع وفي الزھد‪ ،‬وفي الترفع‪ ..‬وفي‬

                                                             ‫عظمة النفس التي تجل عن النظير‪!!..‬‬
                                                                               ‫انه عمير بن سعد‪..‬‬

                                                              ‫كان المسلمون يلقبونه نشيج وحده!!‬
    ‫وناھيك برجل يجمع على تلقيبه بھذا اللقب أصحاب رسول ﷲ‪ ،‬وبما معھم من فضل وفھم ونور‪!!..‬‬

                                              ‫**‬

‫أبوه سعد القارئ رضي ﷲ عنه‪ ..‬شھد بدرا مع رسول ﷲ والمشاھد بعدھا‪ ..‬وظ ّل أمينا على العھد حتى‬
                                                                ‫لقي ﷲ شھيدا في موقعة القادسية‪.‬‬

                                                ‫ولقد اصطحب ابنه الى الرسول‪ ،‬فبايع النبي وأسلم‪..‬‬
                                                   ‫ومنذ أسلم عمير وھو عابد مقيم في محراب ﷲ‪.‬‬
                                                     ‫يھرب من الأضواء‪ ،‬ويفيئ الى سكينة الظلال‪.‬‬

  ‫ھيھات أن تعثر عليه في الصفوف الأولى‪ ،‬الا أن تكون صلاة‪ ،‬فھو يرابط في صفھا الأول ليأخذ ثواب‬
  ‫السابقين‪ ..‬والا أن يكون جھاد‪ ،‬فھو يھرول الى الصفوف الأولى‪ ،‬راجيا أن يكون من المستشھدين‪!..‬‬

                ‫وفيما عدا ھذا‪ ،‬فھو ھناك عاكف على نفسه ينمي ب ّرھا‪ ،‬وخيرھا وصلاحھا وتقاھا‪!!..‬‬
                                                                             ‫متبتل‪ ،‬ينشد أوبه‪!!..‬‬
                                                                             ‫أ ّواب‪ ،‬يبكي ذنبه‪!!..‬‬

                                                        ‫مسافر الى ﷲ في كل ظعن‪ ،‬وفي كل مقام‪...‬‬

                                              ‫**‬

                       ‫ولقد جعل ﷲ له في قلوب الأصحاب و ّدا‪ ،‬فكان ق ّرة أعينھم ومھوى أفئدتھم‪..‬‬
    ‫ذلم أن قوة ايمانه‪ ،‬وصفاء نفسه‪ ،‬وھدوء سمته‪ ،‬وعبير خصاله‪ ،‬واشراق طلعته‪ ،‬كان يجعله فرحة‬

                                                                  ‫وبھجة لكل من يجالسه‪ ،‬أ‪ ،‬يراه‪.‬‬
                                                            ‫ولم يكن يؤثر على دينه أحدا‪ ،‬ولا شيئا‪.‬‬
  ‫سمع يوما جلاس بن سويد بن الصامت‪ ،‬وكان قريبا له‪ ..‬سمعه يوما وھو في دارھم يقول‪ ":‬لئن كان‬
                                                           ‫الرجل صادقا‪ ،‬لنحن ش ّر من الحمر"‪!!..‬‬
                                                 ‫وكان يعني بالرجل رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم‪.‬‬
                                                        ‫وكان جلاس من الذين دخلوا الاسلام رھبا‪.‬‬
                  ‫سمع عمير بن سعد ھذه العبارات ففجرت في نفسه الوديعة الھادئة الغيظ والحيرة‪..‬‬
                       ‫الغيظ‪ ،‬لأن واحدا يزعم أنه من المسلمين يتناول الرسول بھذه اللھجة الرديئة‪..‬‬
                      ‫والحيرة‪ ،‬لأن خواطره دارت سريعا على مسؤوليته تجاه ھذا الذي سمع وأنكر‪..‬‬

                                                                     ‫ينقل ما سمع الى رسول ﷲ؟؟‬
                                                                     ‫كيف‪ ،‬والمجالس بالأمانة‪..‬؟؟‬

                                                             ‫‪189‬‬
   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193   194