Page 192 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 192

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                                                                          ‫قال عمر‪ :‬أجئت ماشيا‪..‬‬
                                                                                     ‫عمير‪ :‬نعم‪..‬‬

                                                         ‫عمر‪ :‬أولم تجد من يعطيك دابة تركبھا‪..‬؟‬
                                                           ‫عمير‪ :‬انھم لم يفعلوا‪ ..‬واني لم أسألھم‪..‬‬
                                                          ‫عمر‪ :‬فماذا عملت فيما عھدنا اليك به‪...‬؟‬
     ‫عمير‪ :‬أتيت البلد الذي يعثتني اليه‪ ،‬فجمعت صلحاء أھله‪ ،‬ووليتھم جباية فيئھم وأموالھم‪ ،‬حتى اذا‬
                               ‫جمعوھا وضعوھا في مواضعھا‪ ..‬ولو بقي لك منھا شيء لأتيتك به‪!!..‬‬

                                                                         ‫عمر‪ :‬فما جئتنا بشيء‪..‬؟‬
                                                                                       ‫عمير‪ :‬لا‪..‬‬

                                                                    ‫فصاح عمر وھو منبھر سعيد‪:‬‬
                                                                              ‫ج ّددوا لعمير عھدا‪..‬‬

                                                                  ‫وأجابه عمير في استغناء عظيم‪:‬‬
                                                ‫تلك أيام قد خلت‪ ..‬لا عملت لك‪ ،‬ولا لأحد بعدك"‪!!..‬‬
 ‫ھذه لصورة ليست سيناريو نرسمه‪ ،‬وليست حوارا نبتدعه‪ ..‬انما ھي واقعة تاريخية‪ ،‬شھدتھا ذات يوم‬
                                               ‫أرض المدينة عاصمة الاسلام في أيام خلده وعظمته‪.‬‬
                                             ‫فأي طراز من الرجال كان أولئك الأفذاذ الشاھقون‪..‬؟!!‬

                                              ‫**‬

                                                         ‫وكان عمر رضي ﷲ عنه يتمنى ويقول‪:‬‬
                            ‫" وددت لو أن لي رجالا مثل عمير أستعين بھم على أعمال المسلمين"‪..‬‬
  ‫ذلك أن عميرا الذي وصفه أصحابه بحق بأنه نسيج وحده كان قد تف ّوق على كل ضعف انساني يسببه‬

                                                                 ‫وجودنا المادي‪ ،‬وحياتنا الشائكة‪..‬‬
 ‫ويوم كتب على ھذا الق ّديس العظيم أن يجتاز تجربة الولاية والحكم‪ ،‬لم يزدد ورعه بھا اا مضاء ونماء‬

                                                                                          ‫وتألقا‪..‬‬
    ‫ولقد رسم وھو أمير على حمص واجبات الحاكم المسلم في كلمات طالما كان يصدح بھا في حشود‬

                                                                        ‫المسلمين من فوق المنبر‪.‬‬
                                                                                    ‫وھا ھي ذي‪:‬‬

                                                           ‫" ألا ان الاسلام حائط منيع‪ ،‬وباب وثيق‬
                                                               ‫فحائط الاسلام العدل‪ ..‬وبابه الحق‪..‬‬

                                                   ‫فاذا نقض الحائط‪ ،‬وح ّطم الباب‪ ،‬استفتح الاسلام‪.‬‬
                                                           ‫ولا يزال الاسلام منيعا ما اشت ّد السلطان‬

                                             ‫وليست ش ّدة السلطان قتلا بالسيف‪ ،‬ولا ضربا بالسوط‪..‬‬
                                                            ‫ولكن قضاء بالحق‪ ،‬وأخذا بالعدل"‪!!..‬‬

                 ‫والآن نحن نو ّدع عميرا‪ ..‬ونجييه في اجلال وخشوع‪ ،‬تعالوا نحن رؤوسنا وجباھنا‪:‬‬

                                                             ‫‪192‬‬
   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197