Page 188 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 188
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
كانت كلمات خبيب ھذه ايذانا للرماح وللسيوف بأن تبلغ من جسد البطل غايتھا ،فتناوشه في جنون
ووحشية..
وقريبا من المشھد كانت تحومطيور وصقور .كأنھا تنتظر فراغ الجزارين وانصرافھم حتى تقترب ھي
فتنال من الجثمان وجبة شھيّة..
ولكنھا سرعان ما تنادت وتج ّمعت ،وتدانت مناقيرھا كأنھا تتھامس وتتبادل الحديث والنجوى.
وفجأة طارت تشق الفضاء ،وتمضي بعيدا ..بعيدا..
لكأنھا ش ّمت بحاستھا وبغريزتھا عبير رجل صالح أ ّواب يفوح من الجثمان المصلوب ،فخدلت أن تقترب
منه أو تناله بسوء!!..
مضت جماعة الطير الى رحاب الفضاء متعففة منصفة.
وعادت جماعة المشركين الى أوكارھا الحاقدة في مكة باغية عادية..
وبقي الجثمان الشھيد تحرسه فرقة من القرشيين حملة الرماح والسويف!!..
كان خبيب عندما رفعوه الى جذوع النخل التي صنعوا منھا صليبا ،قد ي ّمم وجھه شطر السماء وابتھل
الى ربه العظيم قائلا:
" اللھم انا قد بلّغنا رسالة رسولك فبلّغه الغداة ما يصنع بنا"..
واستجاب ﷲ دعاءه..
فبينما الرسول في المدينة اذ غمره احساس وثيق بأن أصحابه في محنة..
وتراءى له جثمان أحدھم معلقا..
ومن فوره دعا المقداد بن عمرو ،والزبير بن الع ّوام..
فركبا فرسيھما ،ومضيا يقطعان الأرض وثبا.
وجمعھما ﷲ بالمكان المنشود ،وأنزلا جثمان صاحبھما خبيب ،حيث كانت بقعة طاھرة من الأرض في
انتظاره لتض ّمه تحت ثراھا الرطيب.
ولا يعرف أحد حتى اليوم أين قبر خبيب.
ولعل ذلك أحرى به وأجدر ،حتى يظل مكانه في ذاكرة التاريخ ،وفي ضمير الحياة ،بطلا ..فوق
الصليب!!!..
عمير بن سعد
نسيج وحده
أتذكرون سعيد بن عامر..؟؟
ذلك الزاھد العابد الأ ّواب الذي حمله أمير المؤمنين عمر على قبول امارة الشام وولايتھا..
188