Page 193 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 193
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
لخير المعلمين :محمد..
لامام المتقين :محمد..
لرحمة ﷲ المھداة الى الناس في قيظ الحياة
عليه من ﷲ صلاته .وسلامه..
وتحياته وبركاته..
وسلام على آله الآطھار..
وسلام على أصحابه الأبرار...
زيد بن ثابت
جامع القرآن
اذا حملت المصحف بيمينك ،واستقبلته بوجھك ،ومضيت تتأنق في روضاته اليانعات ،سورة سورة،
وآية آية ،فاعلم أن من بين الذين يدينونك بالشكر والعرفان على ھذا الصنع العظيم ،رجل كبير اسمه:
زيد بن ثابت!!...
وان وقائع جمع القرآن في مصحف ،لا تذكر الا ويذكر معھا ھذا الصحابي الجليل..
وحين تنثر زھور التكريم على ذكرى المباركين الذين يرجع اليھم فضل جمع القرآن وترتيبه وحفظه ،فان
حظ زيد بن ثابت من تلك الزھور ،لحظ عظيم..
**
ھو أنصاري من الدينة..
وكان سنّه يوم قدمھا النبي صلى ﷲ عليه وسلم مھاجرا ،احدى عشرة سنة ،وأسلم الصبي الصغير مع
المسلمين من أھله ،وبورك بدعوة من الرسول له..
وصحبه آباؤه معھم الى غزوة بدر ،لكن رسول ﷲ ر ّده لصغر سنه وحجمه ،وفي غوزوة أحد ذھب مع
جماعة من اترابه الى الرسول يحملون اليه ضراعتھم كي يقبلھم في أي مكان من صفوف المجاھدين..
وكان أھلوھم أكثر ضراعة والحاحا ورجاء..
ألقى الرسول على الفرسان الصغار نظرة شاكرة ،وبدا كأنه سيعتذر عن تجنيدھم في ھذه الغزوة أيضا..
لكن أحدھم وھو رافع بن خديج ،تقدم بين يدي رسول ﷲ ،يحمل حربة ،ويحركھا بيمينه حركات
بارعة،وقال للرسول عليه الصلاة والسلام:
" اني كما ترى رام ،أجيد الرمي فأذن لي"..
وحيا الرسول ھذه البطولة الناشئة ،النضرة ،بابتسامة راضية ،ثم أذن له..
وانتفضت عروق أتلاتبه..
وتقد ثانيھم وھو سمرة بن جندب ،وراح يل ّوح في أدب بذراعيه المفتولين ،وقال بعض اھله للرسول:
" ان سمرة يصرع رافعا"..
وحيّاه الرسول بابتسامته الحانية ،وأذن له..
كانت سن كل من رافع وسمرة قد بلغت الخامسة عشرة ،الى جانب نموھما الجسماني القوي..
193