Page 295 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 295
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
" قضاة ھذه الأمة أربعة:
" عمر وعلي وأبو موسى وزيد بن ثابت"!!..
ثم ھو مع ھذا ،صاحب فطرة بريئة ،من خدعه في ﷲ ،انخدع له!!..
وھو عظيم الولاء والمسؤولية..
وكبير الثقة بالناس..
لو أردنا أن نختار من واقع حياته شعارا ،لكانت ھذه العبارة:
" الاخلاص وليكن ما يكون"..
في مواطن الجھاد ،كان الأشعري يحمل مسؤولياته في استبسال مجيد مما جعل رسول ﷲ صلى ﷲ عليه
وسلمي يقول عنه:
" سيّد الفوارس ،أبو موسى"!!..
وانه ليرينا صورة من حياته كمقاتل فيقول:
" خرجنا مع رسول ﷲ في غزاة ،نقبت فيھا أقدامنا ،ونقّبت قدماي ،وتساقطت أظفاري ،حتى لففنا
أقدامنا بالخرق"!!..
وما كانت طيبته وسلامة طويته ليغريا به عد ّوا في قتال..
فھو في موطن كھذا يرى الأمور في وضوح كامل ،ويحسمھا في عزم أكيد..
ولقد حدث والمسلمون يفتحون بلاد فارس أن ھبط الأشعري يجيشه على أھل أصبھان الذين صالحوه
على الجزية فصالحھم..
بيد أنھم في صلحھم ذاك لم يكونوا صادقين ..انما ارادوا أن يھيئوا لأنفسھم الاعداد لضربة غادرة..
ولكن فطنة أبي موسى التي لا تغيب في مواطن الحاجة اليھا كانت تستشف أمر أولئك وما يبيّتون ..فلما
ھ ّموا بضربتھم لم يؤخذ القائد على غ ّرة ،وھنالك بارزھم القتال فلم ينتصف النھار حتى كان قد انتصر
انتصارا باھرا!!..
**
وفي المعارك التي خاضھا المسلمون ض ّد امبراطورية الفرس ،كان لأبي موسى الأشعري رضي ﷲ
عنه ،بلاؤه العظيم وجھاده الكريم..
وفي موقعة تستر بالذات ،حيث انسحب الھرزمان بجيشه اليھا وتح ّصن بھا ،وجمع فيھا جيوشا ھائلة،
كان أبو موسى بطل ھذه الموقعة..
ولقد أم ّده أمير المؤمنين عمر يومئذ بأعداد ھائلة من المسلمين ،على رأسھم عمار بن ياسر ،والبراء بن
مالك ،وأنس بن مالك ،ومجزأة البكري وسلمة بن رجاء..
واتقى الجيشان..
جيش المسلمين بقيادة أبو موسى ..وجيش الفرس بقيادة الھرزمان في معركة من أشد المعارك ضراوة
وبأسا..
وانسحب الفرس الى داخل مدينة تستر المحصنة..
وحاصرھا المسلمون أياما طويلة ،حتى أعمل أبو موسى عقله وحيلته..
295