Page 290 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 290

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

                                                                                        ‫" يا عمر‪..‬‬
                                                              ‫لعل سھيلا غدا يقف موقفا يس ّرك"‪!!..‬‬

                                               ‫**‬

                                                                           ‫ودارت نبوءة الرسول‪..‬‬
                       ‫وتح ّول أعظم خطباء قريش سھيل بن عمرو الى خطيب باھرمن خطباء الاسلام‪..‬‬
                    ‫وتح ّول المشرك اللدود‪ ..‬الى مؤمن أ ّواب‪ ،‬لا تكف عيناه من البكاء من خشية ﷲ‪!!..‬‬
    ‫وتح ّول واحد من كبار زعماء قرسش وقادة جيوشھا الى مقاتل صلب في سبيل الاسلام‪ ..‬مقاتل عاھد‬
      ‫نفسه أن يظل في رباط وجھاد حتى يدركه الموت على ذلك‪ ،‬عسى ﷲ أن يغفر ما تقدم من ذنبه‪!!..‬‬

                                              ‫فمن كان ذلك المشرك العنيد‪ ،‬والمؤمن التقي الشھيد‪..‬؟؟‬

                                               ‫**‬

                                                                             ‫انه سھيل بن عمرو‪..‬‬
                          ‫واحد من زعماء قريش المب ّررين‪ ،‬ومن حكمائھا وذوي الفطنة والرأي فيھا‪..‬‬
                         ‫وھو الذي انتدبته قريش ليقنع الرسول بالعدول عن دخول مكة عام الحديبية‪..‬‬
     ‫ففي أخريات العام الھجري السادس خرج الرسول وأصحابه الى مكة ليزوروا البيت الحرام‪ ،‬وينشؤا‬

                                                    ‫عمرة‪ ،‬لا يريدون حربا‪ ،‬وليسوا مستعدين لقتال‪..‬‬
                ‫وعلمت قريش بمسيرھم الى مكة‪ ،‬فخرجت لتقطععليھم الطريق‪ ،‬وتص ّدھم عن وجھتھم‪..‬‬

                                                                   ‫وتأزم الموقف‪ ،‬وتوترت الأنفس‪..‬‬
                                                                            ‫وقال الرسول لأصحابه‪:‬‬

                    ‫" لا تدعوني قريش اليوم الى خطة يسألونني فيھا صلة الرحم الا أعطيتھم اياھا"‪..‬‬
‫وراحت قريش ترسل رسلھا ومندوبيھا الى النبي عليه الصلاة والسلام‪ ،‬فيخبرھم جميعا أنه لم يأت لقتال‪،‬‬

                                                        ‫انما جاء يزور البيت الحرام‪ ،‬ويعظم حرماته‪:‬‬
‫وكلما عاد الى قريش أحد مندوبيھا‪ ،‬أرسلوا من بعده آخر أقوى شكيمة‪ ،‬وأشد اقناعا حتى اختاروا عروة‬

  ‫بن مسعود الثقفي وكان من أقواھم وأفطنھم‪ ..‬وظنت قريش أن عروة قادر على اقناع الرسول بالعودة‪.‬‬
                                                              ‫ولكنه سرعان ما رجع اليھم يقول لھم‪:‬‬
                                                                                ‫" يا معشر قريش‪..‬‬

                                  ‫اني قد جئت كسرى في ملكه‪ ،‬وقيصر في ملكه‪ ،‬والنجاشي في ملكه‪..‬‬
                          ‫واني وﷲ ما رأيت ملكا قط يعظمه قومه‪ ،‬كما يعظم أصحاب محمد محمدا‪!!..‬‬

                                                       ‫ولقد رأيت حوله قوما لن يسلموه لسوء أبدا‪..‬‬
                                                                                ‫فانظروا رأيكم"‪!!..‬‬

                                               ‫**‬

                                                               ‫‪290‬‬
   285   286   287   288   289   290   291   292   293   294   295