Page 293 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 293
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
وبعد أن ذاق حلاوة الايمان ،أخذ على نفسه عھدا لخصه في ھذه الكلمات:
" وﷲ لا أدع موقفا من المشركين ،الا وقفت مع المسلمين مثله ...ولا نفقة أنفقتھا مع المشركين الا
أنفقت مع المسلمين مثلھا ،لعل أمري أن يتلو بعضه بعضا"!!..
ولقد وقف مع المشركين طويلا أمام أصنامھم..
فليقف الآن طويلا وطويلا مع المؤمنين بين يدي ﷲ الواحد الأحد.
وھكذا راح يصلي ..ويصلي..
ويصوم ..ويصوم..
ولا يدع عبادة تجلو روحه ،وتقربه من ربه الأعلى الا أخذ منھا حظا وافيا..
وكذلك كان في أمسه يقف مع المشركين في مواطن العدوان والحرب ضد الاسلام.
فليأخذ الآن مكانه في جيش الاسلام ،مقاتلا شجاعا ،يطفئ مع كتائب الحق نار فارس التي يعبدونھا من
دون ﷲ ،ويحرقون فيھا مصاير الشعوب التي يستعبدونھا .ويدمدم مع كتائب الحق أيضا على ظلمات
الرومان وظلمھم..
وينشر كلمة التوحيد والتقوى في كل مكان.
وھكذا خرج الى الشام مع جيوش المسلمين ،مشاركا في حروبھا.
ويوم اليرموك حيث خاض المسلمون موقعة تناھت في الضراوة والعنف والمخاطرة..
كان سھيل بن عمرو يكاد يطير من الفرح ،اذ وجد ھذه الفرصة الدسمة لكي يبذل من ذات نفسه في ھذا
اليوم العصيب ما يمحق به خطايا جاھليته وشركه..
**
وكان يحب وطنه مكة حبا ينسيه نفسه..
ومع ذلك ،فقد أبى أن يرجع اليھا بعد انتصار المسلمين بالشام وقال:
" سمعت رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم يقول :مقام أحدكم في سبيل ﷲ ساعة ،خير له من عمله طوال
عمره..
واني لمرابط في سبيل ﷲ حتى أموت ،ولن أرجع الى مكة"!!..
**
ووفى سھيل عھده..
وظل بقيّة حياته مرابطا ،حتى جاء موعد رحيله ،فطارت روحه مسرعة الى رحمة من ﷲ ورضوان..
أبو موسى الأشعري
الاخلاص ..وليكن ما يكون
293

