Page 288 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 288
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
**
وعرف المسلمون الأوائل عبادا بأنه الرجل الذي معه نور من ﷲ..
فقد كانت بصيرته المجل ّوة المضاءة تھتدي الى مواطن الخير واليقين في غير بحث أو عناء..
بل ذھب ايمان اخوانه بنوره الى الحد الذي أسبغوا عليه في صورة الحس والمادة ،فأجمعوا على ان
عبادا كان اذا مشى في الظلام انبعثت منه أطياف نور وضوء ،تضيء له الطريق..
**
وفي حروب الردة ،بعد وفاة الرسول عليه السلام ،حمل عباد مسؤولياته في استبسال منقطع النظير..
وفي موقعة اليمامة التي واجه المسلمون فيھا جيشا من أقسى وأمھر الجيوش تحت قيادة مسيلمة
الكذاب أح ّس عبّاد بالخطر الذي يتھدد الاسلام..
وكانت تضحيته وعنفوانه يتشكلان وفق المھام التي يلقيھا عليه ايمانه ،ويرتفعان الى مستوى احساسه
بالخطر ارتفاعا يجعل منه فدائيا لا يحرص على غير الموت والشھادة..
**
وقبل أن تبدأ معركة اليمامة بيوم ،رأى في منامه رؤيا لم تلبث أن فسرت مع شمس النھار ،وفوق
أرض المعركة الھائلة الضارية التي خاضھا المسلمون..
ولندع صحابيا جليلا ھو أبو سعيد الخدري رضي ﷲ عنه يقص علينا الرؤيا التي رآھا عبّاد وتفسيره
لھا ،ثم موقفه الباھر في القتال الذي انتھى باستشھاده..
يقول أبو سعيد:
" قال لي عباد بن بشر يا أبا سعيد رأيت الليلة ،كأن السماء قد فرجت لي ،ثم أطبقت عل ّي..
واني لأراھا ان شاء ﷲ الشھادة!!..
فقلت له :خيرا وﷲ رأيت..
واني لأنظر اليه يوم اليمامة ،وانه ليصيح بالأنصار:
احطموا جفون السيوف ،وتميزوا من الناس..
فسارع اليه أربعمائة رجل ،كلھم من الأنصار ،حتى انتھوا الى باب الحديقة ،فقاتلوا أشد القتال..
واستشھد عباد بن بشر رحمه ﷲ..
ورأيت في وجھه ضربا كثيرا ،وما عرفته الا بعلامة كانت في جسده..
**
ھكذا ارتفع عباد الى مستوى واجباته كؤمن من الأنصار ،بايع رسول ﷲ على الحياة ،والموت في
سبيله..
288